و غيره [1] قدّس اللّه أسرارهم، لأهل العراق غير متطابقة، و الجمع بينها- كما في المقاصد العليّة [2]- يحصل بأحد أمرين:
الأوّل: بتقييد كلماتهم بحمل العلامة الاولى و الثالثة على أطراف العراق الغربيّة كالموصل و نحوه ممّا قارب مكّة في الطول، و تقييد الثانية بأوساط العراق ككوفة و بغداد و المشهد [1] و الحلّة و نحوها ممّا يزيد طوله على طول مكّة، و يبقى أطراف العراق الشرقيّة كالبصرة و نحوها غير منصوص عليه في كلماتهم، فإنّ قبلتها أزيد انحرافا إلى المغرب من أوساط العراق، و لذا علّمت فيما حكي على ما صحّ بجعل الجدي على الخدّ الأيمن.
و الثاني: اغتفار هذا التفاوت في اعتبار الجهة، فإنّ مسامتة البعيد لا يؤثّر فيها هذا الاختلاف.
و يؤيّده: إطلاق رواية ابن مسلم- الذي هو من سكّان الكوفة- في وضع الجدي على «القفا»، و ما نسبه في الذكرى [4] إلى أكثر الأصحاب من جعل قبلة العراق و خراسان واحدة، مع ما قيل [5]: من أنّ طول جملة من بلادها يزيد على مكّة بستّ عشرة درجة و طول كوفة يزيد عليها بدرجتين، بل في المقاصد العلية [6] أنّ انحراف قبلة خراسان إلى المغرب يقرب من نصف
[1] أي مدينة النجف الأشرف على مشرفها السلام.
[1] مثل المحقّق في الشرائع 1: 66، و الشهيد في الدروس 1: 159 و غيرهما.