بل ظاهر إطلاق كلمات كثير منهم و صريح قليل [1] هو الاكتفاء بمجرّد الظنّ و عدم لزوم الفحص.
و كيف كان، (فإن فقد الظنّ) الاجتهاديّ بالقبلة الذي هو في المرتبة الثانية أو الثالثة من مراتب تحصيل الجهة (صلّى إلى أربع جهات كلّ فريضة) على المشهور، بل عن ظاهر المعتبر [2] و المنتهى [3] و جامع المقاصد [4] و محكيّ الغنية [5] الإجماع عليه، و بذلك ينجبر المرسل: «قلت: جعلت فداك إنّ هؤلاء المخالفين علينا يقولون: إذا أطبقت السماء علينا أو أظلمت فلم تعرف السماء، كنّا و أنتم سواء في الاجتهاد. فقال: ليس كما يقولون، إذا كان كذلك صلّى لأربع وجوه» [1]، و نحوها مرسلة الكليني [7] بحذف قصّة المخالفين، و لا يقدح اشتمالها على نفي الاجتهاد في القبلة، مع أنّا لا نقول به، لإمكان تأويلها- و لو بعيدا- بما لا ينافي ذلك كما ارتكبه في الرياض [8]، و لا إرسالها و ضعف المرسل، لانجبارها بما عرفت، مضافا إلى موافقتها
[1] الوسائل 3: 226، الباب 8 من أبواب القبلة، الحديث 5 و فيه: إذا كان ذلك فليصل لأربع وجوه.