الحمد للّه رب العالمين، و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله
الطاهرين، لا سيما خليفة اللّه في الأرضين، الإمام الثاني عشر، الحجة ابن الحسن
العسكري، أرواحنا فداه. و لعنة اللّه على أعدائهم أجمعين، من الأولين و الآخرين.
اما بعد فقد قال اللّه عز و جل:
«وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ
الْكافِرُونَ»[1] لقد أولى الفقه الجعفري اهتماما بالغا بموضوع «القضاء»، و كانت
القوانين المقررة فيه في غاية الدقة، و المطابقة مع ما تقتضيه الفطرة الإنسانية، و
قد تقدم منا- في مقدمة كتاب القضاء- بعض الكلام حول أهمية القضاء و أثره، و موقعه
في فقه أهل البيت.
و بعد الفراغ من البحث عن آداب القضاء، و صفات القاضي، يأتي دور
البحث عن أحكام الدعوى و موازين الحكم، التي منها «ان البينة على من ادعى و اليمين
على من أنكر».