بل قد يقال : إن
البحث في أنها حسن الظاهر أو ملكة بحث علمي مرجعه إلى أن العدالة شرعا هي ملكة
يصدر عنها حسن الظاهر أو أنها عبارة عنه ، وإلا فالجميع متفقون على تحققها بذلك
بناء على كون مراد القائلين بحسن الظاهر هو أن جميع ما يظهر منه حسن بعد الخلطة
والصحبة المتأكدة في سره وعلانيته ، لا أن المراد به حسن ظاهر بعض أفعاله وأحواله
التي لا يستفاد منها الحسن في جميع ما يظهر منه ، فان كثيرا من المدلين كذلك ، بل
غالب الناس التستر في الفسق عن عامة الناس أو خواصهم ، كما عساه يومئ إليه الخبر [١] المروي عن تفسير
العسكري عن علي بن الحسين عليهماالسلام واحتجاج الطبرسي عن الرضا عليهالسلام الذي قد ذكرناه في بحث الجماعة من الكتاب [٢] بل وخبر ابن أبي
يعفور [٣] المتقدم فيه أيضا.
وحينئذ يتحد
القولان ويكون البحث علميا ، ويؤيده استبعاد طرح القائلين بالملكة جميع هذه النصوص
على كثرتها ، فلا مناص حينئذ عن حملها على ذلك وإن كان الانصاف ظهورها في عدم
التعمق في حصول حسن الظاهر الذي له أفراد متعددة ، ولا ريب في عدم اعتبار أعلاها
بمقتضى أكثر النصوص المزبورة ، فلاحظ وتأمل.
( وينبغي أن يكون السؤال عن التزكية سرا
فإنه أبعد من ) تطرق
( التهمة ) للمزكي بأنه زكي
حياء أو وفاء أو رجاء أو خوفا كما هو المشاهد في جملة من الناس.
[١] الوسائل الباب ـ
١١ ـ من أبواب صلاة الجماعة ـ الحديث ١٤ من كتاب الصلاة.