إلى علمٍ تكون به إماماً * * *مطاعاً إن نهيت و إن أمرتا
و يجلو ماء عينك من غشاها * * *و يهديك السبيل إذا ضللتا
و تحمل منه في ناديك تاجاً * * *و يكسوك الجمال إذا اغتربتا
ينالك نفعه ما دمت حيّاً * * *و يبقى نفعه لك إن ذهبتا
هو العضب المهنّد ليس يهفو * * *تصيب به مقاتل من ضربتا
و كنزاً لا تخاف عليه لصّاً * * *خفيف الحمل يوجد حيث كنتا
يزيد بكثرة الإنفاق منه * * *و ينقص إن به كفّاً شددتا
فلو أن ذقت من حلواه طعماً * * *لآثرت التعلّم و اجتهدتا
و لم يشغلك عن هذا متاع * * *و لا دنيا بزخرفها فتنتا
و لا أنهاك عنه أنيق روض * * *و لا عدر حرمه كلفا [1]
جعلت المال فوق العلم جهلًا * * *لعمرك في القضية ما عدلتا
و بينهما بنصّ الوحي بين * * *ستعلمه إذا طه قرأتا
فإن رفع الغنيّ لواء مالٍ * * *فأنت لواء علمك قد رفعتا
و مهما اقتض أبكار الغواني * * *فكم بكر من الحكم اقتضضتا
و إن جلس الغني على الحشايا * * *فأنت على الكواكب قد جلستا
و لو ركب الجياد مسوّمات * * *فأنت مناهج التقوى ركبتا
و ليس يضرك الإقتار شيئاً * * *إذا ما كنت ربّك قد عرفتا
فيا [2] من عنده لك من جميل * * *إذا بفناء ساحته أنختا
فقابل بالصحيح قبول قولي * * *و إن أعرضت عنه فقد خسرتا
و إن رابحته قولًا و فعلًا * * *و تاجرت الا له فقد ربحتا [3]
[1] كذا، و لعل المناسب: «و لا غدر بجريتها كلفتا»
[2] كذا، و لعل الصواب: فكم.
[3] مجلة تراثنا، عدد: 7 و 8، ص 328- 330.