اسم الکتاب : إرشاد الأذهان إلى أحكام الإيمان المؤلف : العلامة الحلي الجزء : 1 صفحة : 129
النقّادة، وفاق في ذلك على جميع الأمم، و زاد علماً و فضلًا على فضلاء من تأخّر و تقدم، و ألهمه اللّه العدل في رعيته و الإحسان إلى العلماء من أهل مملكته، و إفاضة الخير و الانعام على جميع الأنام [1].
و قال النطنزي في منتخب التواريخ: إنّ السلطان محمّد خدابنده اولجايتو كان ذا صفات جليلة و خصال حميدة، لم يقترف طيلة عمره فجوراً و فسقاً، و كانت أكثر معاشرته و مؤانسته مع الفقهاء و الزهّاد و السادة و الأشراف. وفّقه اللّه لتأسيس صدقات جارية، منها أنه بنى ألف دار من بقاع الخير و المستشفيات و دور الحديث و دور الضيافة و دور السيادة و المدارس و المساجد، و الخانقاهات، بحيث أراح الحاضر و المسافر، و كان زمانه من خير الأزمنة لأهل الفضل و التقى، ملك الممالك و حكم عليها ستة عشر سنة، و كان من بلاد العجم إلى إسكندرية مصر و إلى ما وراء النهر تحت سلطته، توفّى سنة 717 أو 719، و دفن بمقبرته التي أعدّها قبل موته في بلدة سلطانية [2].
و قال الخوانساري في حقّه: كان يعتني بالعلماء و الصلحاء كثيراً، و يحبّهم حبّاً شديداً، و أنه قد حصل للعلم و الفضل في زمن دولته العالية رونق تامّ و رواج كثير [3].
و من حبّه الشديد للعلم و العلماء لم يرض بمفارقة العلّامة و بقيّة العلماء عنه، لذا أسّس المدرسة السيارة في معسكره لتجوب البلاد الإسلامية لنشر العلم، و كانت تستقي هذه المدرسة من الحلّة التي أرجعت مكانتها العلمية القديمة، و تخرج من هذه المدرسة رجال أفذاذ.
و أمّا سبب تشيّع هذا السلطان و كيفيته، فالتاريخ ينقل لنا روايتين: