اسم الکتاب : المهذب البارع في شرح المختصر النافع المؤلف : ابن فهد الحلي الجزء : 4 صفحة : 479
و اما المدعي و لا شاهد له، فلا يمين عليه الا مع الرد، أو مع نكول
المنكر على قول (1)، و يحلف على الجزم. و يكفي مع الإنكار الحلف على نفي
الاستحقاق، فلو ادعى المنكر الإبراء، أو الأداء انقلب مدعيا، و المدعي منكرا،
فيكفيه اليمين على بقاء الحق. و لا يتوجه على الوارث بالدعوى
الأخرس كيف يحلف إذا ادعي عليه دين، و لم يكن للمدعي بينة؟ فقال: قال أمير
المؤمنين عليه السلام، لما ادعي عنده على أخرس من غير بينة: الحمد للّه الذي لم
يخرجني من الدنيا حتى بيّنت للأمة جميع ما تحتاج اليه، ثمَّ قال: ائتوني بمصحف،
فاتي به، فقال للأخرس: ما هذا؟ و رفع رأسه الى السماء، و أشار أنه كتاب اللّه عز و
جل، ثمَّ قال: ايتوني بوليه، فأتي بأخ له، فأقعده الى جنبه، ثمَّ قال: يا قنبر
عليّ بدواة و صحيفة، فأتاه بهما، ثمَّ قال لأخ الأخرس: قل لأخيك: هذا بينك و بينه:
انه علي،
فتقدم اليه بذلك، ثمَّ كتب أمير المؤمنين عليه السلام: و اللّه الذي لا إله الا هو
عالم الغيب و الشهادة، الرحمن الرحيم، الطالب الغالب الضار النافع المدرك المهلك،
الذي يعلم من السر ما يعلم من العلانية: إن فلان بن فلان المدعي ليس له قبل فلان بن
فلان أعني الأخرس حق و لا طلب بوجه من الوجوه، و لا بسبب من الأسباب، ثمَّ غسله و
أمر الأخرس ان يشربه، فامتنع، فالزمه الدين[1].
و حملها ابن
إدريس على أخرس لا يكون له كتابة معقولة و لا اشارة مفهومة[2].
قال طاب
ثراه: أما المدعي و لا شاهد له، فلا يمين عليه الا مع الرد، أو نكول المنكر على
قول.
[1]
[1]
التهذيب: ج 6
[92] باب من الزيادات في القضايا و الاحكام ص 319 الحديث 86.
[2]
السرائر: باب كيفية الاستحلاف ص 198 س 28 قال: و يمكن حمل هذه الرواية و العمل بها
إلخ.
اسم الکتاب : المهذب البارع في شرح المختصر النافع المؤلف : ابن فهد الحلي الجزء : 4 صفحة : 479