اسم الکتاب : المعتبر في شرح المختصر المؤلف : المحقق الحلي الجزء : 1 صفحة : 303
قبور المسلمين؟ فأشار بيده الى الأرض فوضعها عليه و هو مقابل القبلة» [1].
مسئلة: و يلقنه الولي بعد انصراف الناس عنه،
هذا هو التلقين الثالث، و هو مذهب علمائنا أجمع، و أنكر ذلك من سواهم من الفقهاء الأربعة.
لنا ما رووه عن أبي أمامة الباهلي «ان النبي (صلى اللّه عليه و آله) قال: إذا مات أحدكم و سويتم عليه التراب فليقم أحدكم عند رأس قبره، ثمَّ ليقل: يا فلان بن فلان، فإنه يسمع و لا يجيب، ثمَّ يقول: يا فلان بن فلانة فيستوي قاعدا، فإنه يقول: أرشدنا يرحمك اللّه، فيقول: اذكر ما خرجت من دار الدنيا شهادة أن لا إله إلا اللّه، و أن محمدا عبده و رسوله، و انك رضيت باللّه ربا، و بالإسلام دينا، و بمحمد (صلى اللّه عليه و آله) نبيا، و بالقرآن كتابا، و بعلي (عليه السلام) إماما، فإن منكرا و نكيرا يتأخر كل واحد منهما فيقول:
انطلق فما يقعدنا عند هذا و قد لقن حجته، قال: يا رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) فان لم يعرف اسم أمه؟ قال: انسبه الى حواء».
و من طريق الأصحاب عن يحيى بن عبد اللّه (عليه السلام) قال: «سمعت أبا عبد اللّه يقول: ما على أهل الميت منكم أن يدرءوا عن ميتهم لقاء منكر و نكير، قلت: كيف يصنع؟ قال: إذا أفرد الميت فليتخلف عنده أولى الناس به، فليضع فمه عند رأسه ثمَّ ينادي بأعلى صوته: يا فلان بن فلان أو فلانة بنت فلان هل أنت على العهد الذي فارقتنا عليه من شهادة أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له، و ان محمدا (صلى اللّه عليه و آله) عبده و رسوله، و ان عليا (عليه السلام) أمير المؤمنين، و ان ما جاء به محمد (صلى اللّه عليه و آله) حق، و ان الموت حق، و البعث حق، و ان اللّه يبعث من في القبور، قال: فيقول منكر و نكير: انصرف بنا عن هذا فقد لقن حجته» [2].