اسم الکتاب : المعتبر في شرح المختصر المؤلف : المحقق الحلي الجزء : 1 صفحة : 301
و قد روى حفص البختري، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) قال: «يشق الكفن إذا أدخلت الميت في قبره من عند رأسه» [1] و هذه الرواية مخالفة لما عليه الأصحاب، و لان ذلك إفساد للمال على وجه غير مشروع، و مثله رواية ابن عمير، عن غير واحد، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) فلا عبرة بهما، و الصواب الاقتصار على حل عقده، و أما وضع التربة:
ففتوى الشيخين، و اختلف قولهما في موضع جعلها، و الأحسن تحت خده، و قيل:
في كفنه، و قيل تلقاء وجهه.
مسئلة: ثمَّ يطم القبر، و لا يطرح فيه من غير ترابه،
و عليه فتوى الأصحاب، روى الجلال بإسناده عن جابر قال: «نهى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) أن يزاد في القبر على حفرته» [2] و عن عقبة بن عامر قال:» لا تجعل في القبر من التراب أكثر مما خرج منه» و من طريق الأصحاب ما رواه السكوني، عن أبي عبد اللّه (عليه السلام) «ان النبي (صلى اللّه عليه و آله) نهى أن يزاد على القبر تراب لم يخرج منه» [3] و عنه، عن الصادق (عليه السلام) قال:
هذا فتوى الأصحاب بأجمعهم، و يؤيده رواية محمد بن مسلم قال: «سألت أحدهما عن الميت، فقال يسل سلا من قبل رجليه، و يلزق الأرض بالقبر الا قدر أربع أصابع مفرجات، و يربع قبره» [5].
و من طريق الجمهور ما رواه الساجي بإسناده عن جابر «ان النبي (صلى اللّه عليه و آله) رفع قبره عن الأرض بقدر شبر» [6] و التربيع مذهبنا و مذهب الشافعي، خلافا لأبي حنيفة