منهم العلاّمة في المنتهى وصاحب الوافي والحدائق والمستند والسيّد الخونساري[1] وغيرهم ، ومال إليه في الجواهر[2] ، واحتمله الشهيد في الدروس[3] .
وهذا القول هو الصحيح ، إذ لا نرى أىّ وجه لاعتبار الاتّحاد عدا قياس حدوث الهلال وخروج القمر عن تحت الشعاع بأوقات الصلوات ـ أعني: شروق الشمس وغروبها ـ فكما أنّها تختلف باختلاف الآفاق وتفاوت البلدان ـ بل منصـوص عليه في بعض الأخبار بقوله (عليه السلام) : "إنّما عليك مشرقك ومغربك" إلخ[4] ـ فكذا الهلال .
ولكنّه تخيّل فاسد وبمراحل عن الواقع ، بل لعلّ خلافه ممّا لا إشكال فيه بين أهل الخبرة وإن كان هو مستند المشهور في ذهابهم إلى اعتبار الاتّحاد ، فلا علاقة ولا ارتباط بين شروق الشمس وغروبها ، وبين سير القمر بوجه .
وذلك لأنّ الأرض بمقتضى كرويّتها يكون النصف منها مواجهاً للشمس دائماً والنصف الآخر غير مواجه كذلك ، ويعبّر عن الأوّل في علم الهيئة بقوس النهار ، وعن الثاني بقوس الليل ، وهذان القوسان في حركة وانتقال دائماً حسب حركة الشمس أو حركة الأرض حول نفسها ، على الخلاف في ذلك ، وإن كان الصحيح بل المقطوع به في هذه الأعصار هو الثاني .
وكيفما كان، فيتشكّل من هاتيك الحركة حالات متبادلة من شروق وغروب ، ونصف النهار ونصف الليل ، وبين الطلوعين وما بين هذه الاُمور من الأوقات
ــــــــــــــــــــــــــــ
[1] المنتهى 2 : 592 ، الوافي 11 : 120 ـ 121 ، الحدائق 13 : 263 ـ 264 ، المستند 10 : 422 ـ 423 .