و لغامض خاف رفعت قوامه
و فتحت منه في الجواب المقفل
من للطّروس يصوغ في صفحاتها
حليا يقعقع كلّما خرس الحلي
يبقين للذّكر المخلّد رحمة
لك من فم الرّاوي و عين المجتلي
كم قد ضممت لدين آل «محمّد»
من شارد و هديت قلب مضلّل
فليجزينّك عنهم من لم يزل
يبلو القلوب ليجتبي و ليبتلي
و لتنظرنّ الى «علي» رافعا
ضبعيك يوم البعث ينظر من عل
الى أن يقول:- و هو يصف التشييع-
ما إن رأت عيناي أكثر باكيا
منه و أوجع رنّة من معول
حشدوا على جنبات نعشك وقّعا
حشد العطاش على شفير المنهل
و تنازفوا الدّمع الغريب كأنّما ال
إسلام قبلك أمّه لم تثكل
يمشون خلفك و الثّرى بك روضة
كحل العيون بها تراب الأرجل
و يختم رائعته بقوله:
رقّاصة القطرات تختم في الحصا
و سما و تفحص في الثّرى المتهيّل
نسجت لها كفّ الجنوب ملاءة
رتقاء لا تفصى بكفّ الشّمال
صبّابة الجنبات تسمع حولها
للرّعد شقشقة القروم البزّل
ترضي ثراك بواكف متدفّق
يروي صداك و قاطر متسلسل
حتى يرى زوّار قبرك إنّهم
حطّوا رحالهم بواد مبقل
و متى ونت أو قصّرت أهدابها
أمددتها منّي بدمع مسبل