اسم الکتاب : المبسوط في فقه الإمامية المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 6 صفحة : 290
فاغتم المسلمون فقيل: يا رسول الله سبقت العضباء؟ فقال: حق على الله أن لا يرفع شيئا في الناس إلا وضعه و في بعضها إلا يرفع شيئا في الناس إلا وضعه [1].
و روى عن عائشة قالت كنت مع رسول الله في غزاة فقال للقوم تقدموا فتقدموا، فقال لي تعالي اسابقك فسابقته برجلي فسبقته، فلما كان في غزاة أخرى قال للقوم تقدموا فتقدموا، و قال تعالي اسابقك فسابقته فسبقني، و كنت قد نسيت، فقال: يا عائشة هذه بتلك و كنت بدنت.
و روى أن النبي (صلى الله عليه و آله) مر بقوم من الأنصار يترامون، فقال رسول الله (صلى الله عليه و آله):
أنا مع الحزب الذي فيه ابن الأدرع، فأمسك الحزب الآخر، و قالوا: لن يغلب حزب فيه رسول الله، فقال ارموا فانى أرمي معكم فرمى مع كل واحد منهم رشقا فلم يسبق بعضهم بعضا، فلم يزالوا يترامون و أولادهم و أولاد أولادهم لا يسبق بعضهم بعضا.
و روى عن بعضهم أنه قال: تناضلوا و احتفوا و اخشوشنوا و تمعددوا.
قوله «تناضلوا» يعني تراموا، و النضال الرمي، «و احتفوا» يعني امشوا حفاة «و اخشوشنوا» يعني البسوا الخشن من الثياب، و أراد أن يعتادوا الحفا «و تمعددوا» يعني تكلموا بلغة معد بن عدنان، فإنها أفصح اللغات و أيسرها.
و عليه إجماع الأمة لأنه لا خلاف بينهم في جوازه، و إنما الخلاف في أعيان المسائل.
فإذا تقرر جواز ذلك في الجملة،
فالكلام فيما يجوز المسابقة عليه، و ما لا يجوز
، و ما تضمنه الخبر من النصل و الحافر و الخف.
فالنصل ضربان:
أحدهما نشانه و هي للعجم، و الآخر السهم، و هي للعرب و المزاريق و هي الردينيات و الرماح و السيوف كل ذلك من النصل و يجوز المسابقة عليه بعوض لقوله تعالى «وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ» الآية و لقوله لا سبق إلا في نصل أو خف أو حافر، و كل ذلك يتناوله اسم النصل.
[1] و في بعضها كما في مشكاة المصابيح: 336 أن لا يرتفع شيء من الدنيا الا وضعه.
اسم الکتاب : المبسوط في فقه الإمامية المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 6 صفحة : 290