responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : المبسوط في فقه الإمامية المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 205

مثل أن غرسه قريبا، أو بعيدا إن تصور أنه لا ينقصها بالقلع، كان له مطالبة الغارس بالقلع لأنه لا ضرر عليه في غرسه بتحويله كما لو صب طعاما في دار غيره بغير حق فعليه نقله و تحويله لأنه لا ضرر عليه في طعامه بنقله.

و إن كان الغراس يستضر بالقلع و ينقص به قلنا لرب الأرض لك الخيار بين ثلاثة أشياء إما أن يقلعه و عليك ما نقص، أو تعطيه قيمته ليكون الغرس مع الأرض لك أو تقره في أرضك و لك الأجرة حتى ننظر ما الذي يقول الغارس.

و لو كان مكان الغرس زرع كان عليه أن يقره في أرضه و له اجرة مثله، و الفرق بينهما من وجهين أحدهما ضرر الزرع يقل لأن له غاية إذا انتهى إليها حصد، فلهذا أقره فيها بالأجرة، و ليس كذلك الغراس لأن ضرره يكثر، فإنه لا غاية له إذا انتهى إليها قلع، فلهذا لم يكن عليه أن يقره بالأجرة.

و الثاني لا قيمة للزرع بعد قلعه، فلهذا لزمه أن يقره في أرضه بأجرة، و ليس كذلك الغراس لأن له قيمة بعد قلعه فلهذا أجبرناه على قلعه.

فإذا تقرر هذا رجعنا إلى [رب] الغراس، فقلنا قد خيرنا رب الأرض بين ثلاثة أشياء بين القيمة، و القلع، و الأجرة، ما تقول أنت؟ فإن اتفقا على شيء اقرا على ما اتفقا عليه، و إن اختلفا نظرت، فان قال رب الأرض أقلع و على ما نقص، و قال العامل بل أقره في أرضك و لك الأجرة، قدمنا قول رب الأرض، لأن العامل لا يملك إقرار غرسه في أرض غيره، إذا لم يكن عليه في تحويله ضرر، لأن رب الأرض يضمن له ما نقص.

فان كانت بالضد فقال الغارس أعطني ما نقص لأقلع، و قال رب الأرض أقره في أرضي و عليك الأجرة فالقول قول الغارس، و يقال لرب الأرض إما أن يقلع و عليك ما نقص أو تقره في أرضك بغير اجرة.

هذا إذا اختلفا في القلع و الأجرة، فأما إن اختلفا في القيمة و القلع، فقال رب الأرض خذ القيمة ليكون الكل لي، و قال الغارس بل أقلع أنا و عليك ما نقص، قدمنا قول الغارس، لأنه لا يجبر على بيع غرسه.

اسم الکتاب : المبسوط في فقه الإمامية المؤلف : الشيخ الطوسي    الجزء : 3  صفحة : 205
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست