responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الطهارة الكبير المؤلف : الخميني، السيد مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 4
الحمد لله رب العالمين والصلاة على سيدنا محمد خاتم النبيين، وعلى عترته الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين. وبعد.. فقد ساعدني التوفيق للمراجعة إلى بعض ما صنفه في الفقه والاصول صديقنا الاعز وشريكنا في الدرس والمباحثة، جامع المعقول والمنقول، حاوي الفروع والاصول الذي قد جمع بين شدة الاستعداد وقوة الحافظة آية الله الحاج السيد مصطفى الخميني (قدس سره) ابن استاذنا العلامة المجاهد الاكبر الامام الراحل (قدس سره) فوجدته مشتملا على تحقيقات وتدقيقات عميقة، لا يكون الطالب غنيا عن المراجعة إليه، والمحقق مفتاق إلى المراجعة والاستفادة منه. حشرهما الله مع أجدادهما الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين. محمد الفاضل اللنكراني 18 جمادى الاولى 1418
[ 1 ]
نبذة مختصرة من حياة المصنف طهارة المولد وكرم المحتد في مدينة قم المقدسة، وفي اسرة تطاول السماء مجدا وسؤددا، ولد الشهيد السعيد عام 1309 ه‌. ش. سماه أبوه العظيم محمدا، وطوقه ب‌ " مصطفى " لقبا، وكناه ب‌ " أبي الحسن " ولم يكنه ب‌ " أبي القاسم "، كي لا تجتمع النعوت الثلاثة لغير النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، وغلب عليه لقبه، فاشتهر بالسيد مصطفى. انحدر من صلب ماجد، انحنى له الدهر تبجيلا وتعظيما، وتصاغرت شواهق الجبال لشموخه وجلاله، ذلك والده المقدس، الذي ملا الدنيا وشغل الناس، وأنطق العدو ثناء عليه قبل الصديق، فعدوه رجل العالم الاول لعامين انبهارا بعظمته وقيادته. وأما والدته التقية الفاضلة فهي كريمة آية الله الميرزا محمد الثقفي صاحب كتاب روان جاويد في التفسير وغرر العوائد من درر الفوائد في الاصول، وكثيرا ما عبر عنه المترجم له في كتبه ب‌ " جدي المحشي ". وكان آية الله الميرزا أبو الفضل الطهراني صاحب كتاب شفاء الصدور في شرح زيارة عاشور جدا لوالدته الفاضلة.
[ 2 ]
كما كان جدها الاعلى آية الله العلامة الشهير الميرزا أبو القاسم الكلانتر مقرر الشيخ الاعظم الانصاري، وتقريراته الشهيرة معروفة ب‌ " مطارح الانظار "، ويعبر عنه الشهيد ب‌ " جدي المقرر ". وهي - حفظها الله تعالى - تنطوي على نفس طيبة طاهرة، وأخلاق وسجايا حميدة مجيدة، وروح شفافة نقية، لها منامات عجيبة كثيرة لا يتسع المقام لذكرها وسردها، إلا أن من المناسب هنا أن نذكر ما يخص سيدنا المترجم له، وذلك ما حدثت به أيام حملها بولدها الشهيد (قدس سره) حيث رأت في منامها الصديقة الطاهرة (عليها السلام) جالسة في بستان واضعة في حجرها سيد الشهداء (عليه السلام) وهو طفل صغير. وقد عبروا لها هذا المنام بأن الله تعالى سيرزقها ولدا ذكرا فحسب، ولم يكتشفوا - أو لم يكشفوا لها - تأويل رؤياها من بعد، تلك الرؤيا الصادقة، وأنها ستلد ولدا عظيما يستشهد، ويكون دمه ثورة على الطغاة المستكبرين، ومنارا للمجاهدين والمستضعفين. نشأته العلمية وعطاؤه المبكر نشأ الشهيد وترعرع في ربوع قم المقدسة ورحابها. اشتغل بدراسة العلوم العصرية الحديثة في أوائل صباه حتى ست سنوات، وبعدها اشتغل بطلب العلوم الدينية. وقد ارتدى الزي العلمائي الخاص وهو ابن سبع عشرة سنة وذلك بإصرار من والده العظيم. درس العلوم الادبية بإتقان حتى اجتهد فيها وأبدى رأيه السديد في
[ 3 ]
قبال آراء علمائها المبرزين، ولو تصفحت كتابه المنيف تفسير القرآن الكريم لرأيت شواهد الصدق على ما قلناه. وبعدها شرع بدراسة العلوم الاخرى فقها واصولا، رجالا وحديثا، فلسفة وعرفانا. استطاع بذكائه الوقاد ومثابرته الجادة أن يلم بهذه العلوم العميقة الدقيقة في فترة قياسية وجيزة. درس العديد من الكتب الدراسية العالية وكان موضع تقدير وحفاوة فائقين من طلابه ومريديه، وقد غذاهم بعصارة روحه وخالص أفكاره. وقد أنهى في مدينة قم المقدسة دورة اصولية مختصرة ولما يبلغ الثالثة والثلاثين من عمره المبارك. وأما في النجف الاشرف فقد ألقى سماحته دورة اصولية مفصلة، نقد فيها آراء المحققين، وأبدى فيها آراءه الفذة وتحقيقاته البكر، مما يدل على نضج علمي وإبداع فكري مبكرين. هذا، مضافا إلى دروسه الموسعة في الفقه والتفسير التي كانت مثارا للدهشة في العمق والسعة والاستيعاب. ومهما بالغنا في تمجيده وإطرائه فلسنا بالغين شأو ما قاله فيه والده المقدس الامام الراحل طاب ثراه حيث قال في حق ولده حين بلغ الخامسة والثلاثين: إن مصطفى أفضل مني حينما كنت في سنه، هذا، مع أن الامام (قدس سره) بلغ ما بلغ من تعلم اصول العلوم وفرغ منها في هذا السن، وهذه شهادة منه (قدس سره) على اجتهاد ولده في شتى العلوم المتعارفة، اصولا وفروعا، معقولا ومنقولا. وكان من خصائص سيدنا الشهيد ذكاؤه المفرط ودقته النافذة وحافظته المتميزة، فقد كتب رسالة لاضرر وهو في السجن لا يمتلك من المصادر غير
[ 4 ]
ما في خزانة نفسه، وكتب بحث الواجبات في الصلاة وهو في منفاه في تركيا، ولم يكن في حوزته غير الوسائل والعروة الوثقى والوسيلة المحشاة. وقد تجلت سعة حفظه ودقة فكره في جلسة استغرقت حوالي الاربع ساعات كان السيد الشهيد يجيب فيها على أسئلة الحاضرين في العلوم المختلفة. أساتذته الكرام درس سيدنا الشهيد على أعاظم علماء عصره، وحضر بحوثهم بجدارة واقتدار وتفهم واستيعاب، وكان من أجلة أساتذته آية الله العظمى السيد البروجردي قدس الله نفسه الزكية. وآية الله العظمى السيد محمد المحقق الداماد (قدس سره)، وآية الله العظمى السيد الحجة الكوهكمري (قدس سره)، الذي عبر عنه السيد الشهيد ب‌ " جد أولادي "، فإنه تزوج كريمة آية الله العظمى الشيخ مرتضى الحائري (قدس سره)، وكان هذا الشيخ صهرا لاية الله العظمى السيد الحجة على كريمته، ولهذا عبر المصنف (رحمه الله) عن آية الله العظمى المؤسس الشيخ الحائري (قدس سره)، أيضا ب‌ " جد أولادي ". وكان تلمذه في الحكمة والفلسفة على آية الله العظمى السيد أبي الحسن الرفيعي القزويني (قدس سره). هذا لكن جل استفادته كانت من والده السيد الامام العلامة المحقق في الاخلاق واللغة والفقه والاصول والمعقول والمنقول والعرفان والسلوك وتربية ذوقه السليم في كشف أسرار العلوم وإدراك حقيقة الدين الاسلامي الناصعة


اسم الکتاب : الطهارة الكبير المؤلف : الخميني، السيد مصطفى    الجزء : 1  صفحة : 4
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست