اسم الکتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي المؤلف : ابن إدريس الحلي الجزء : 1 صفحة : 457
و امّا المؤلّفة قلوبهم: فهم الذين يتألفون، و يستمالون إلى الجهاد، فإنّهم يعطون سهما من الصدقات، مع الغنى، و الفقر، و الكفر، و الإسلام، و الفسق، لأنّهم على ضربين مؤلفة الكفر و مؤلفة الإسلام.
و قال شيخنا أبو جعفر الطوسي (رحمه الله): المؤلفة ضرب واحد و هي مؤلفة الكفر، و الأوّل مذهب شيخنا المفيد، و هو الصحيح، لأنّه يعضده ظاهر التنزيل، و عموم الآية، فمن خصصها يحتاج إلى دليل، و العامل يعطى مع الغنى، و الفقر، و لا يجوز أن يعطى مع الفسق، و لا يكون من بني هاشم، لأنّ عمالة الصدقات حرمها الرّسول (عليه السلام) على بني هاشم قاطبة، لأنّهم لا يجوز لهم أن يأخذوا الصدقة المفروضة. و قال قوم: يجوز ذلك، لأنّهم يأخذون على وجه العوض، و الأجرة، فهو كسائر الإجارات، و الأول هو الصحيح، لأنّ الفضل بن العبّاس، و المطلب بن ربيعة، سألا النبي، (صلّى اللّه عليه و على آله) أن يوليهما العمالة فقال لهما: الصدقة، انّما هي أوساخ الناس، و انّها لا تحل لمحمد و آل محمد هذا إذا كانوا متمكنين من الأخماس، فأمّا إذا لم يكونوا كذلك، فإنّه يجوز لهم أن يتولوا الصدقات، و يجوز لهم أيضا أخذ الزكوات الواجبات عند الحاجة و الاضطرار.
فأمّا موالي بني هاشم، فإنّه يجوز لهم أن يتولوا العمالة، و يجوز لهم أن يأخذوا من الزكوات، بلا عمالة.
و سهم المؤلفة و العمال ساقط اليوم، لأنّ المؤلف انّما يتألفه الإمام، ليجاهد معه، و العامل انّما يبعثه الإمام، لجباية الصدقات.
وَ فِي الرِّقابِ و هم العبيد عندنا، و المكاتبون، بغير خلاف، و يعتبر فيهم الإيمان و العدالة.
و الغارمون، و هم الذين ركبتهم الديون، في غير معصية، و لا فساد.
وَ فِي سَبِيلِ اللّهِ، و هو كل ما يصرف في الطريق التي يتوصل بها إلى رضى اللّه و ثوابه، و يدخل في ذلك الجهاد، و غيره من جميع أبواب البر، و القرب إلى
اسم الکتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي المؤلف : ابن إدريس الحلي الجزء : 1 صفحة : 457