responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي المؤلف : ابن إدريس الحلي    الجزء : 1  صفحة : 21

و عمّا كان له من الدور الكبير في بث الحياة من جديد في الفكر العلمي و مقاومته لتلك الفترة من الفتور العلمي التقليدي بعد شيخ الطائفة الطوسي (قدس سره) فقد كتب في بداية مقدّمته هذه للكتاب فقال: «إنّي لمّا رأيت زهد أهل هذا العصر في علم الشريعة المحمدية و الأحكام الإسلامية، و تثاقلهم طلبها و عداوتهم لما يجهلون و تضييعهم لما يعلمون، و رأيت ذا السن من أهل دهرنا هذا- لغلبة الغباوة عليه .. مضيعا لما استودعته الأيام، مقصّرا في البحث عمّا يجب عليه علمه، حتى كأنّه ابن يومه و نتيج ساعته .. و رأيت العلم عنانة في يد الامتهان، و ميدانه قد عطّل منه الرهان تداركت منه الذماء الباقي، و تلافيت نفسا بلغت التراقي» [1].

بين «السرائر» و «المبسوط»:

و لا بأس هنا بدراسة «كتاب السرائر» و مقارنته بكتاب «المبسوط» و بذلك يمكننا أن ننتهي إلى النقاط التالية:

1- إنّ «كتاب السرائر» يبرز العناصر الأصولية في البحث الفقهي و علاقتها به بصورة أوسع ممّا يقوم به كتاب «المبسوط» بهذا الصدد، فعلى سبيل المثال نذكر: أنّ ابن إدريس أبرز في استنباطه لأحكام المياه ثلاث قواعد أصولية و ربط بحثه الفقهي بها، بينما لا نجد شيئا منها في أحكام المياه من كتاب «المبسوط» و إن كانت هي بصيغتها النظرية العامة موجودة في كتب الأصول قبل ابن إدريس.

2- إنّ الاستدلال الفقهي لدى ابن إدريس أوسع منه عمّا في كتاب «المبسوط» و هو يشتمل في النقاط التي يختلف فيها مع الشيخ على توسّع في الاحتجاج و تجميع الشواهد، حتى أنّ المسألة التي لا يزيد بحثها في «المبسوط» على


[1] انظر مقدمة المؤلّف(ص)41.

اسم الکتاب : السرائر الحاوي لتحرير الفتاوي المؤلف : ابن إدريس الحلي    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست