اسم الکتاب : الدروس الشرعية في فقه الإمامية المؤلف : الشهيد الأول الجزء : 1 صفحة : 54
و هذا كان
مما يبعث الناس على عدم الخضوع و الاستسلام لهذه الدولة الجديدة.
و لذلك كانت
تظهر الفتن الداخلية بصورة هائلة بين حين و حين من هنا و هناك، و يجد الباحث خلال الكتب
التاريخية ما لا يقل عن أربع عشرة فتنة خطيرة وقعت خلال هذه الفترة.
و زاد الطين
بلة ظهور أحداث طبيعية كان لها أكبر الأثر في تردي الحالة الاقتصادية، كفترات
الجدب، و المجاعة، و الزلازل، و الوباء.
و يخصص
المقريزي- و هو ممن أرخ هذه الفترة- كتاباً لوصف المجاعات، و الكوارث الطبيعية
التي وقعت في هذه الفترة.
و انشغل
(برقوق) طيلة إمارته بحروب داخلية و خارجية كثيرة فقضى على المماليك البحرية، و
حارب تمريغاً و بليغاً، فظهر عليه و خرج من السجن و جمع الجيوش مرة أخرى فتغلب
عليهما.
و في أيامه
أرسل (تيمور لنك) إليه رسالة قاسية اللهجة يدعوه الى الاستسلام له دون قيد أو شرط،
و يهدده فيما إذا رفض ذلك أن ينزل عليه عذاباً شديداً.
و أجاب
عليها (برقوق) برسالة مشابهة لها في قسوة اللهجة، و لم يطل بعد ذلك أيام (برقوق)
حتى توفي[2].
و في الوقت
نفسه كان مهدداً من قبل الصليبيين الإفرنج، و من قبل المماليك البحرية، فكان
انشغال الحكومة باخماد الفتن الداخلية، و مقاومة