قال المحقّق: و ان اقتضت المصلحة التعجيل ضرب بالضغث المشتمل على
العدد.
أقول: و من المصلحة الموجبة للتعجيل ما إذا علم انّه لا يحصل له
البرء و حصل اليأس عن ذلك كالزمانة و غيرها فإنّه يعجّل في حدّه لانّه لا يرجى
برؤه و هناك يحدّ الّا انّه يضرب بالضغث اى بحزمة مستملة على العدد المعتبر في
الحدّ من شماريخ أو أعواد- بل و السياط على ما ذكره بعض العلماء.
و قد ذهب الى ذلك الأصحاب رضوان اللَّه عليهم بل و عدّة من أهل
الخلاف قال الجزيري: إذا كان المطلوب جلده نحيفا أو هزيلا شديد الهزال أو مريضا
مرضا خبيثا لا يرجى برؤه كالمسلول و المجذوم و المصاب بالسرطان و غير ذلك من
الأمراض الفتّاكة الخطيرة يجلد بمكتال النخل- اى عرجون عليه غصن- و به مأة غصن أو
خمسون ففي المائة يضرب به مرّة واحدة و في الخمسين يضرب به مرّتين مع ملاحظة مسّ
الأغصان لجميع جسمه أو يضرب بطرف ثوب مفتول أو يضرب بالنعال كما حدث أيّام الرسول
صلّى اللَّه عليه و سلم فقد روى البخاري و أبو داود انّ أبا هريرة قال: اتى النبي
(ص) برجل قد شرب فقال: اضربوه، فمنّا الضارب بيده و الضارب بنعله و الضارب بثوبه،
فلمّا انصرف قال بعض القوم: أخزاك اللَّه فقال عليه الصّلاة و السّلام: لا تقولوا
هكذا، لا تعينوا عليه الشيطان[1].
و قال شيخ الطائفة أعلى اللَّه مقامه: المريض المأيوس منه إذا زنى و
هو بكر أُخذ عذق فيه شمراخ أو مأة عود يشدّ بعضه الى بعض و يضرب به ضربة واحدة على
وجه لا يؤدّى الى التلف (ثم قال): و قال أبو حنيفة: يضرب مجتمعا و متفرّقا ضربا
مؤلما. و قال مالك: بالسياط مجتمعا ضربا مؤلما، و قال