و قبل الشروع في البحث و تعريف الحدود أسبابه نتبرّك بذكر بعض
الروايات الواردة في أهميّة إجراء الحدود و الفوائد الكثيرة المترتّبة على ذلك:
عن محمد بن يعقوب. عن الحلبي عن ابى عبد اللَّه عليه السّلام قال:
انّ في كتاب علي عليه السّلام انّه كان يضرب بالسوط و بنصف السوط و
ببعضه في الحدود و كان إذا اتى بغلام و جارية لم يدركا لا يبطل حداً من حدود
اللَّه عزّ و جلّ. قيل له: و كيف كان يضرب؟ قال: كان يأخذ السوط بيده مِن وسطه أو
من ثلثه ثم يضرب به على قدر أسنانهم و لا يبطل حدّاً من حدود اللَّه عزّ و جلّ
[1].
و عن حنان بن سدير قال[1]: قال أبو
جعفر عليه السّلام: حدّ يقام في الأرض
______________________________
[1] وسائل الشيعة الجلد 18 الباب 1 من أبواب مقدّمات الحدود الحديث
1. و الأسنان جمع السن قال الفيومي في المصباح المنير:. و السن إذا عنيت بها العمر
مؤنّثة أيضاً لأنّها بمعنى المدّة انتهى ثم ان التّقيّ المجلسي رضوان اللَّه عليه
قال في شرح هذا الخبر: انّه كان يضرب بالسوط في البالغ مثلًا و بنصف السوط و ببعضه
في الصبيّ مثلًا بان كان عليه السلام يضربهم في القذف ثمانين و لكن كان يضرب بثلثي
السوط لمن كان قريبا من البلوغ و بنصفه لمن كان أبعد و هكذا و ربّما كان يضربهم
بالسوط تاماً و لكن كان ينقص من العدد و ربّما كان ينقصهما معاً و تقدّم ان
التعزير منوط برأى الامام و كان يعزّر بحسب حالاتهم في السنّ و القوّة و الضعف و
العقل انتهى: راجع روضة المتّقين الجلد 10 الصفحة 203.
[1] وسائل الشيعة الجلد 18 الباب 1 من مقدّمات
الحدود الحديث 2.