responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 9  صفحة : 22

في الثالثة فقرأ أمير المؤمنين (عليه السلام) في جوابه «فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللّٰهِ حَقٌّ وَ لٰا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لٰا يُوقِنُونَ» [1].

و ذكر بعض الأصحاب انه يجوز التنبيه بتلاوة القرآن كما لو أراد الإذن لقوم بقوله «ادْخُلُوهٰا بِسَلٰامٍ آمِنِينَ» [2] أو لمن أراد التخطي على البساط بنعله «فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوٰادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً» [3] أو أراد إعطاء كتاب من اسمه يحيى «يٰا يَحْيىٰ خُذِ الْكِتٰابَ بِقُوَّةٍ» [4].

أقول: و الظاهر ان من هذا القبيل

ما رواه في الكافي و التهذيب في الموثق عن عبيد بن زرارة [5] قال: «سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن ذكر السورة من الكتاب ندعو بها في الصلاة مثل «قُلْ هُوَ اللّٰهُ أَحَدٌ» فقال إذا كنت تدعو بها فلا بأس».

فإن الظاهر ان المراد من الدعاء بها إنما هو بمعنى الطلب بمعنى يطلب بها الغير كما انه يطلب بالتسبيح كما تقدم. و بعض الأصحاب حمل الدعاء بها في الخبر على القنوت بالقرآن في الصلاة و جعله من قبيل التسبيح الذي ورد الاجتزاء به في القنوت. و بعض حمله على الدعاء و انه لا يشترط فيه الطلب بمعنى انه لا يشترط فيه أن يكون متضمنا للطلب. و قال في الوافي: لعل مراد السائل الرخصة في الإتيان بقراءة القرآن في غير محلها على وجه الدعاء و التمجيد طلبا لمعناها لا على وجه التلاوة. انتهى. و الكل تكلف محض بل الظاهر ما ذكرناه فإنه معنى صحيح لا يحتاج الى تكلف.

و بما ذكرناه من الأخبار يعلم انه لو لم يقصد بالتسبيح أو القرآن سوى التفهيم فالظاهر صحة صلاته، و نقل عن العلامة في النهاية احتمال البطلان.

و لو اتى بمفردات القرآن على غير الترتيب الذي هي عليه كان يقول «بسلام ادخلوها» فالظاهر- كما استظهره بعض الأصحاب- البطلان لانه ليس بقرآن فيكون كلاما أجنبيا.


[1] سورة الروم، الآية 59.

[2] سورة الحجر، الآية 46.

[3] سورة طه، الآية 12.

[4] سورة مريم الآية 13.

[5] الوسائل الباب 9 من القراءة.

اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 9  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست