اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 8 صفحة : 350
في الصلاة فجيد لقضية الأصل و عدم وجود ما يوجب الخروج عنه. و ورود بعض الأخبار بحكاية حال في ذلك لا دلالة فيه على الحصر و الاختصاص، و هذا هو الذي أشار إليه بالإيماء في كلامه.
و اما ما اختاره من اشتراط وضع المساجد السبعة لأن به يتحقق مسمى السجود فمحل اشكال لما تقدم في سجود التلاوة من اعترافه بصدق السجود بمجرد وضع الجبهة و الأخبار مطلقة و تقييدها بما زاد على وضع الجبهة مع صدق السجود بذلك يحتاج إلى دليل.
و دعوى ان السجود لا يتحقق إلا بوضع المساجد السبعة ممنوعة مخالفة لما اعترف به سابقا من صدق ذلك بمجرد وضع الجبهة. قال شيخنا البهائي في كتاب الحبل المتين:
و هل يشترط السجود على الأعضاء السبعة أم يكتفى بوضع الجبهة؟ كل محتمل و قطع شيخنا في الذكرى بالأول و علله بان مسمى السجود يتحقق بذلك. و اما وضع الجبهة على ما يصح السجود عليه فالأصل عدم اشتراطه. انتهى. و هو جيد.
(السادسة) [استحباب سجود الشكر عند تجدد النعم و دفع النقم]
قال شيخنا البهائي (عطر اللّٰه مرقده) في كتاب الحبل المتين: أطبق علماؤنا (رضوان اللّٰه عليهم) على ندبية سجود الشكر عند تجدد النعم و دفع النقم،
و قد روى [1]«ان النبي (صلى اللّٰه عليه و آله) كان إذا جاءه شيء يسره خر ساجدا».
و روى [2]«انه سجد يوما فأطال فسئل عنه فقال أتاني جبرئيل (عليه السلام) فقال من صلى عليك مرة صلى اللّٰه عليه عشرا فخررت شكرا للّٰه».
و روى [3]«ان أمير المؤمنين (عليه السلام) سجد يوم النهروان شكرا لما وجدوا ذا الثدية قتيلا».
و كما يستحب السجود لشكر النعمة المتجددة فالظاهر- كما قاله شيخنا في الذكرى- انه يستحب عند تذكر النعمة و ان لم تكن متجددة،