responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 5  صفحة : 141

السلام) ثم ان إبليس الملعون ذهب بعد وفاة آدم فبال في أصل الكرمة و النخلة فجرى الماء في عروقهما من بول عدو الله فمن ثم يختمر العنب و التمر فحرم الله تعالى على ذرية آدم كل مسكر لان الماء جرى ببول عدو الله في النخل و العنب. و صار كل مختمر خمرا لان الماء اختمر في النخلة و الكرمة من رائحة بول عدو الله تعالى إبليس».

(قلت): هذا الخبر بحمد الله تعالى ان لم يكن حجة لنا لا يكون علينا و ذلك ان سياق الخبر كما تقدمت الإشارة اليه انما هو في بيان العلة في تحريم المسكر من العنب و التمر و غيرهما، ألا ترى الى قوله (عليه السلام):

«فأوحى الله تعالى الى آدم ان العنب قد مصه عدوي و عدوك إبليس لعنه الله و قد حرمت عليك من عصيرة الخمر ما خالطه نفس إبليس فحرمت الخمر لان عدو الله. إلخ»،

و الى قوله (عليه السلام) بعد حكاية بول إبليس لعنه الله في أصل الكرمة و النخلة:

«فجرى الماء في عروقهما من بول عدو الله فمن ثم يختمر العنب و التمر فحرم الله على ذرية آدم كل مسكر. إلخ»

و لا دلالة فيه و لا إشارة إلى التحريم في التمر بمجرد الغليان كما تقدم في اخبار العصير العنبي.

إذا عرفت ذلك فاعلم ان الكلام في هذه المسألة يقع في مقامات ثلاثة:

[المقام] (الأول)- في ماء التمر إذا غلى و لم يذهب ثلثاه

، و المشهور- بل كاد ان يكون إجماعا بل هو إجماع- هو القول بحليته فانا لم نقف على قائل بالتحريم ممن تقدمنا من الأصحاب و انما حدث القول بذلك في هذه الأعصار المتأخرة، فممن ذهب اليه شيخنا أبو الحسن الشيخ سليمان بن عبد الله البحراني و المحدث الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي على ما يظهر من الوسائل ثم اشتهر ذلك الآن بين جملة من الفضلاء المعاصرين حتى صنفوا فيه الرسائل و أكثروا من الدلائل التي لا ترجع إلى طائل، و هذا هو الذي حدانا على تطويل الكلام في هذه المسألة في هذا المقام و ان كانت خارجة عن محل البحث إلا بنوع مناسبة تقتضي الدخول في سلكه و الانتظام.

اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 5  صفحة : 141
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست