اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 23 صفحة : 152
أهله فإنما هي امرأة كامرأته- الحديث».
و روى في الكافي عن حماد بن عثمان [1] قال: «رأى رسول الله (صلى الله عليه و آله) امرأة فأعجبته فدخل على أم سلمة و كان يومها، فأصاب منها و خرج إلى الناس و رأسه يقطر، فقال: أيها الناس إنما النظر من الشيطان، فمن وجد من ذلك شيئا فليأت أهله».
أقول: في هذه الأخبار دلالة ظاهرة على ما تقدم من جواز كشف الوجه و اليدين من المرأة الأجنبية، و عدم وجوب سترها، و إلا فلو كان النساء يومئذ مسترات مخمرات غير مسفرات لم يعلم حال الجميلة من القبيحة حتى يترتب عليه ما ذكر في هذه الأخبار، قوله (صلى الله عليه و آله و سلم) «إنما النظر من الشيطان» يعنى حب النظر و معاودته بعد حصول النظرة الأولى التي وقعت اتفاقا إذا ترتبت عليها اللذة و الفتنة.
و أما قوله (عليه السلام) «فأعجبته» فإنه لا منافاة فيه لمقتضى مقامه (صلى الله عليه و آله) فإن استحسان الحسن و استقباح القبيح، و الرغبة في الأول و النظرة من الثاني أمر جبلي و خلق بشري كما لا يخفى.
و روى في الكافي عن عثمان [2] عمن ذكره عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إن الله تعالى غيور يحب الغيرة، و لغيرته حرم الفواحش ظاهرها و باطنها».
و روى في الكافي عن إسحاق بن جرير [3] عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إذا أغير الرجل في أهله أو بعض مناكحه من مملوكه فلم يغر و لم يغير بعث الله إليه طائرا يقال له القفندر حتى يسقط على عارضة بابه، ثم يمهله أربعين يوما ثم يهتف به:
إن الله تعالى غيور يحب كل غيور، فإن هو غار و غير و أنكر ذلك فأنكره، و إلا طار حتى يسقط على رأسه، فيخفق بجناحيه على عينيه، ثم يطير عنه فينزع الله عز و جل منه بعد ذلك روح الايمان، و تسميه الملائكة الديوث».