اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 20 صفحة : 357
من هم؟ قال: أحدهم رجل كان له مال فأنفقه في وجهه، ثم قال: يا رب ارزقني، فيقال له: أ لم أرزقك».
و هما كما ترى صريحا الدلالة في المنع عن ذلك.
و ظاهرهما أن الإنفاق في هذه الصورة معصية، لاستدلاله «(عليه السلام)» في الخبر الأول بقوله سبحانه [1]«وَ لٰا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ» الذي لا خلاف في تحريمه إيذانا بأن الصدقة هنا من قبيل ذلك، و قوله «(عليه السلام)» أنه ما أحسن يعني بل أساء، و في الثاني أنه يرد دعائه بذلك، و المعاصي هي التي تحبس الدعاء، كما ورد في جملة من الاخبار.
و منها الآيات كقوله عز و جل [2]«وَ الَّذِينَ إِذٰا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كٰانَ بَيْنَ ذٰلِكَ قَوٰاماً» و قوله [3]«وَ لٰا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلىٰ عُنُقِكَ وَ لٰا تَبْسُطْهٰا كُلَّ الْبَسْطِ»
ففي صحيحة عبد الله بن سنان [4] عن الصادق (عليه السلام) في قوله تعالى [5]«وَ الَّذِينَ إِذٰا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كٰانَ بَيْنَ ذٰلِكَ قَوٰاماً»فبسط كفه و فرق أصابعه و حناها شيئا، و عن قوله «وَ لٰا تَبْسُطْهٰا كُلَّ الْبَسْطِ»فبسط راحته و قال هكذا، و قال: القوام ما يخرج من بين الأصابع و يبقى في الراحة منه شيء».
و ما رواه
ابن أبى نصر في الصحيح عن أبى الحسن (عليه السلام)[6] قال: «سألته عن قول الله عز و جل «وَ آتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصٰادِهِ وَ لٰا تُسْرِفُوا»قال: كان أبو عبد الله (عليه السلام) يقول: من الإسراف في الحصاد و الجذاذ أن يصدق الرجل بكفيه جميعا و كان أبى إذا حضر شيئا من هذا فرأى أحدا من غلمانه يتصدق بكفيه صاح به أعط بيد واحدة، القبضة بعد القبضة، الضغث بعد الضغث من السنبل».