اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 18 صفحة : 7
- أي شيء تصنع؟- فقلت ما انا في شيء، فقال فخذ بيتا و اكنس فنائه، و رشه، و ابسط فيه بساطك فإذا فعلت ذلك فقد قضيت ما يجب عليك، قال: فقدمت الكوفة ففعلت فرزقت»[1].
و روى في الكافي و التهذيب عن أبي عمارة الطيار قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام):
انى قد ذهب مالي، و تفرق ما كان في يدي، و عيالي كثير! فقال له أبو عبد الله (عليه السلام): إذا قدمت الكوفة، فافتح باب حانوتك و ابسط بساطك، و ضع ميزانك و تعرض للرزق ربك.
قال: فلما ان قدم الكوفة، فتح باب حانوتة و بسط بساطه، و وضع ميزانه، فتعجب من حوله من جيرانه انه ليس في بيته قليل و لا كثير من المتاع، و لا عنده شيء! فجاءه رجل فقال: اشتر لي ثوبا، قال: فاشترى له ثوبا، و أخذ ثمنه و صار الثمن اليه، قال ثم جاءه آخر فقال له: يا أبا عمارة اشتر لي ثوبا، فطلب له في السوق و اشترى له ثوبا و أخذ ثمنه، فصار في يده، و كذلك يصنع التجار، يأخذ بعضهم من بعض، ثم جائه رجل آخر فقال له يا أبا عمارة ان عندي عدلا من كتان، فهل تشتريه منى و أؤخرك بثمنه سنة؟ قال: نعم، أحمله و جئني به قال: فحمله اليه، فاشتراه منه بتأخير سنة، قال: فقام الرجل فذهب ثم أتاه آت من أهل السوق، فقال له: يا أبا عمارة ما هذا العدل؟ قال هذا عدل اشتريته، قال يعنى نصفه و اعجل لك ثمنه، قال: نعم، فاشتراه منه و أعطاه نصف المتاع و أخذ نصف الثمن.
قال: فصار في يده الباقي الى سنة، قال: فجعل يشترى بثمنه الثوب و الثوبين، و يعرض و يشترى و يبيع، حتى أثرى و عز وجهه[2]و صار معروفا».[3].