responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 18  صفحة : 425

قيل: و منهم قوم يزعمون ان الحسين بن على لم يقتل و انه القى اليه شبهة على حنظلة بن أسعد الشامي، فإنه رفع الى السماء كما رفع عيسى بن مريم (عليه السلام)، و يحتجون بهذه الآية «وَ لَنْ يَجْعَلَ اللّٰهُ لِلْكٰافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا».

فقال: كذبوا- عليهم غضب الله و لعنته- و كفروا بتكذيبهم النبي (صلى الله عليه و آله) في اخباره بأن الحسين- (عليه السلام)- سيقتل، و الله لقد قتل الحسين و قتل من كان خيرا من الحسين (عليه السلام) أمير المؤمنين و الحسن بن على و ما منا الا مقتول، و انى و الله لمقتول بالسم باغتيال من يغتالني، اعرف ذلك بعهد معهود الى من رسول الله (صلى الله عليه و آله) أخبره به جبرئيل عن رب العالمين عز و جل.

و اما قوله تعالى «وَ لَنْ يَجْعَلَ اللّٰهُ لِلْكٰافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا» فإنه يقول: لن يجعل الله للكافر على مؤمن حجة. و لقد أخبر الله عن كفار قتلوا نبيين بغير حق، و مع قتلهم إياهم لم يجعل لهم على أنبيائه- (عليهم السلام)- من طريق الحجة.

أقول: و الخبر- كما ترى- صريح في تفسير السبيل المنفي في الآية بالحجة و الدليل، فتعلق أصحابنا بظاهر هذه الآية في مواضع من الأحكام، بناء على المعنى الذي نقلناه عنهم، مع ظهور انتقاضه بما قدمنا ذكره، و ورود هذا الخبر، مما لا ينبغي ان يصغى اليه، و العذر لهم ظاهر في عدم الوقوف على الخبر المذكور.

و هذا مما يؤيد ما صرحنا به في مواضع من أبواب العبادات من هذا الكتاب، انه لا ينبغي المسارعة إلى الاستدلال بظواهر الآيات قبل مراجعة الأخبار الواردة في تفسيرها عن أهل العصمة- (عليهم السلام)- و بالجملة فإني لا اعرف لهم دليلا في هذا المقام سوى ما عرفت مما لا يروي غليلا و لا يشفي عليلا.

نعم يمكن ان يستدل على ذلك بمفهوم رواية

حماد بن عيسى عن الصادق (عليه السلام) ان أمير المؤمنين- (عليه السلام)- اتى بعبد ذمي قد أسلم، فقال: اذهبوا فبيعوه من

اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 18  صفحة : 425
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست