اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 18 صفحة : 114
وقعت بطريق الغناء الذي هو محل البحث، فهذا هو الذي ندعي تحريمه، سواء كان من الفساق أو الزهاد، و ان كان كذلك فإنه لم يعهد هنا نوع ممنوع منه، غير ما ذكرناه، حتى انه يخصه بالفساق، لان مجرد الترجيع و تحسين الصوت و التحزن به لا يستلزم الغناء، كما أشرنا إليه آنفا فهو ان بلغ الى حد الغناء و صدق عليه عرفا انه غناء، كان ممنوعا و محرما، و الا فلا.
و اما ثانيا، فان قوله: «فان اللحن في أول الخبر هو الغناء» ممنوع، فإنه و ان كان لفظ اللحن مما ورد بمعنى الغناء، لكنه ورد أيضا في اللغة لمعان أخر، منها:
اللغة، و ترجيع الصوت، و تحسين القراءة، و الشعر، الا ان الأنسب به هنا: هو الحمل على اللغة، بمعنى لغات العرب و أصواتها، و هو الذي حمل عليه الخبر في مجمع البحرين فقال: اللحن واحد الالحان. و اللحون: اللغات، و منه الخبر «أقروا القرآن بلحون العرب».
أقول: و حاصل معنى الخبر: أقروا القرآن بلغات العرب و أصواتها و إياكم و لحون أهل الفسق و الكبائر، و المراد به هنا: الغناء كما يفسره قوله «فإنه سيجيء بعدي أقوام. إلخ» هذا هو المعنى الظاهر من الخبر، و ما تكلفه في معنى الخبر فإنه بعيد عن سياقه.
و اما خبر على بن الحسين (عليه السلام). فحاشا ان يكون ذلك من حيث كونه غناء، كما توهموه، و انما هذه حالات مختصة بهم، بالنسبة إلى الأصوات و الألوان و الحلي و نحوها، كما يدل عليه حديث دخول الجواد (عليه السلام) على زوجته بنت المأمون، لما التمست أمها دخوله لتسر برؤيته مع ابنتها، مع انه (عليه السلام) معها في سائر الأوقات و الأيام و الليالي و لم تستنكر منه [1]. و حديث السراج في أصابع الرضا (عليه السلام)[2].
[2] مدينة المعاجز ص 473 حديث: 3 و نقل المصنف- هنا في الهامش- حديث عسكر مولى ابن جعفر- ع- و ما شاهده من غريب حاله- ع. فراجع: مناقب ابن شهرآشوب ج 4 ص 387- 388.
اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 18 صفحة : 114