responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 18  صفحة : 113

قال في مجمع البيان: تأوله بعضهم بمعنى استغنوا به، و أكثر العلماء على انه تزيين الصوت و تحزينه. انتهى [1].

قال في الكفاية- بعد نقل ذلك-: و هذا يدل على ان تحسين الصوت بالقرآن و التغني به مستحب عنده، و ان خلاف ذلك لم يكن معروفا بين القدماء انتهى.

أقول:- أولا- ان الخبر المذكور عامي، فلا ينهض حجة. و ثانيا: انه معارض بجملة من الاخبار المتقدمة، الدالة على المنع من قراءة القرآن بالغناء، و انما يقرؤه بالصوت الحسن على جهة الحزن، ما لم يبلغ حد الغناء، فإنه محرم في قرآن أو غيره.

و منها: خبر الفقيه الأخير من الاخبار المتقدمة، بناء على كون التفسير الذي في آخره من الخبر، كما فهمه صاحب الوافي.

و رواية العيون المتقدمة، و رواية تفسير على بن إبراهيم الثانية.

و منها: رواية عبد الله بن سنان، و هي أصرح صريح في ذلك.

و اما ما ذكره في الكفاية، من حمل الأخبار الدالة على المنع من التغني بالقرآن على قراءة تكون على سبيل اللهو، كما يصنعه الفساق في غنائهم، قال: و تؤيده رواية عبد الله بن سنان المذكورة، فان في صدر الخبر الأمر بقراءة القرآن بألحان العرب، و اللحن هو الغناء، ثم بعد ذلك المنع من القراءة بلحن أهل الفسق، ثم قوله: سيجيء من بعدي أقوام يرجعون القرآن ترجيع الغناء. انتهى. فهو مما لا ينبغي ان يصغى اليه و لا يعرج في مقام التحقيق عليه.

اما أولا، فإن الغناء الممنوع منه في القرآن، على ما يكون على سبيل اللهو، كما يصنعه الفساق في غنائهم، لا محصل له. فإنه ان أراد به القراءة مع مصاحبة آلات اللهو كالعود و نحوه، فإن أحدا لا يصنع ذلك.

و ان أراد قراءة القرآن التي تقع على سبيل اللهو، فإنه لا يعقل له معنى، لأنها إن


[1] مجمع البيان ج 1 ص 16 الفن السابع من المقدمة.

اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 18  صفحة : 113
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست