اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 15 صفحة : 493
إلا انه
قد روى الشيخ في الصحيح عن الحلبي [1] قال: «المحرم إذا غطى رأسه فليطعم مسكينا في يده».
و ظاهر هذه الرواية ان الواجب في تغطية الرأس عمدا إعطاء مسكين، لانه مع النسيان لا شيء فيه، كما تقدم في صحيحة حريز.
و بهذا الخبر أفتى في الوسائل [2] فقال: «ان المحرم إذا غطى رأسه عمدا لزمه طرح الغطاء و إطعام مسكين، و ان كان ناسيا لزمه طرح الغطاء خاصة، و استحب له تجديد التلبية» ثم أورد صحيحة الحلبي المذكورة و صحيحة حريز المتقدمة المشار إليها. إلا ان صاحب الوافي إنما نقل صحيحة الحلبي المذكورة بلفظ «وجهه» عوض قوله «رأسه» [3] و لعل نسخ التهذيب كانت مختلفة في ذلك. و سيأتي ما يؤيد ان المذكور فيها هو لفظ الوجه.
ثم انه على تقدير كون الفدية شاة أو إطعام مسكين، فهل تتكرر بتكرر الفعل؟ قولان، و استقرب الشهيد التعدد مع الاختيار دون الاضطرار، و حكم الشهيد الثاني بعدم التعدد مع الاضطرار، و كذا مع الاختيار إذ اتحدا المجلس، و استوجه التعدد مع اختلافه. و لا أعرف لشيء من هذه الأقوال مستندا، سيما مع كون أصل المسألة خاليا من الدليل على ما يدعونه. و قضية الأصل تقتضي العدم مطلقا.
الثالث [هل يفرق في تغطية المحرم رأسه بين المعتاد و غيره؟]
- قد صرح العلامة و من تأخر عنه بأنه لا فرق في التحريم
[1] التهذيب ج 5 ص 308، و الوسائل الباب 55 من تروك الإحرام، و الباب 5 من بقية كفارات الإحرام. و سيأتي ص 497.