responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 14  صفحة : 424

موضع الإهلال، و هو رفع الصوت بالتلبية الذي محله الميقات، و اضافة المهل إلى الأرض بتقدير مضاف، اي مهل أهل أرضه كما في قوله عز و جل «وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ» [1] و اضافة الأرض إلى ضمير ذلك الشخص يعين كون ذلك الميقات هو الميقات المخصوص بأهل تلك الأرض. و حينئذ فأي إجمال في هذا البيان الواضح البرهان لو لا حب التعصب للمذاهب الغير اللائق بالعلماء الأعيان.

على ان للخصم ان يقلب عليه هذا الطعن في الخبرين المتقدمين اللذين هما عمدة ما استندوا إليه، بأن غاية ما دلا عليه انه بعد ما سأل المسائل: «من اين يتمتعون» بأنهم يخرجون من الحرم، و لا ريب انه لا صراحة فيه و لا ظاهرية بأنهم يحرمون من ادنى الحل كما ادعوه، و مجرد الخروج من الحرم لا يستلزم ذلك إذ من الجائز ان يكون المراد يخرجون من الحرم الى الميقات المعين لهم و هو ميقات أهل بلادهم، و بالجملة فهو مطلق فيمكن تقييده بتلك الأخبار الدالة على وجوب الإحرام من ميقات أهل بلادهم، و لا سيما موثقة سماعة المتقدمة قريبا، حيث تضمنت انه يخرج من مكة حتى يجاوز ذات عرق، و رواية إسحاق ابن عبد الله المتضمنة لمسير ليلة أو ليلتين، فقد بين فيهما غاية الخروج و هذه مطلقة في بيان الغاية، و الواجب بمقتضى القاعدة المسلمة عندهم الحكم بالمقيد على المطلق. و هذا بحمد الله- سبحانه- ظاهر لا سترة عليه.

فالتأويل في جانب اخبار التي اعتمدها أقرب منه في جانب هذا الخبر، و لكن الأمر كما قيل:

و عين الرضا عن كل عيب كليلة * * * و لكن عين السخط تبدي المساويا

و نحن قد تجاوزنا عن هذا الاحتمال سابقا و لم نذكره مع إمكانه و احتماله، مماشاة و مجاراة بأنه مع تسليم ما يدعونه فحمله على ما قدمناه من العذر- كما في


[1] سورة يوسف، الآية 82.

اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 14  صفحة : 424
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست