responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 14  صفحة : 318

ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفٰاضَ النّٰاسُ وَ اسْتَغْفِرُوا اللّٰهَ [1] يعني: إبراهيم و إسماعيل و إسحاق في إفاضتهم منها و من كان بعدهم، فلما رأت قريش أن قبة رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) قد مضت كأنه دخل في أنفسهم شيء للذي كانوا يرجون من الإفاضة من مكانهم، حتى انتهى الى نمرة و هي بطن عرنة بحيال الأراك، فضربت قبته و ضرب الناس أخبيتهم عندها، فلما زالت الشمس خرج رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) و معه قريش و قد اغتسل و قطع التلبية حتى وقف بالمسجد فوعظ الناس و أمرهم و نهاهم، ثم صلى الظهر و العصر بأذان و إقامتين، ثم مضى الى الموقف فوقف به، فجعل الناس يبتدرون أخفاف ناقته يقفون الى جانبها فنحاها ففعلوا مثل ذلك، فقال: ايها الناس ليس موضع أخفاف ناقتي بالموقف و لكن هذا كله، و أومأ بيده الى الموقف، فتفرق الناس، و فعل مثل ذلك بالمزدلفة، فوقف الناس حتى وقع القرص قرص الشمس، ثم أفاض و أمر الناس بالدعة حتى انتهى الى المزدلفة- و هو المشعر الحرام- فصلى المغرب و العشاء الآخرة بأذان واحد و إقامتين ثم اقام حتى صلى فيها الفجر، و عجل ضعفاء بني هاشم بليل، و أمرهم ان لا يرموا الجمرة جمرة العقبة حتى تطلع الشمس، فلما أضاء له النهار أفاض حتى انتهى الى منى فرمى جمرة العقبة، و كان الهدي الذي جاء به رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) أربعا و ستين، أو ستا و ستين، و جاء علي (عليه السلام) بأربع و ثلاثين، أو ست و ثلاثين فنحر رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) ستا و ستين، و نحر علي (عليه السلام) أربعا و ثلاثين بدنة، و أمر رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) ان يؤخذ من كل بدنة منها حذوة من لحم ثم تطرح في برمة ثم تطبخ، فأكل رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) و علي (عليه السلام) و حسيا من مرقها، و لم يعطيا الجزارين جلودها و لا جلالها و لا قلائدها و تصدق به، و حلق و زار البيت و رجع الى منى و اقام بها حتى كان اليوم الثالث من آخر أيام التشريق، ثم رمى


[1] سورة البقرة الآية 198.

اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 14  صفحة : 318
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست