اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 14 صفحة : 317
القوم: لنخرجن حجاجا و شعورنا تقطر؟ فقال له رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله): اما انك لن تؤمن بهذا ابدا. فقال له سراقة بن مالك بن جشعم الكناني: يا رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) علمنا ديننا كأننا خلقنا اليوم، فهذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا أم لما يستقبل؟ فقال له رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله): بل هو للأبد إلى يوم القيامة، ثم شبك أصابعه، و قال: دخلت العمرة في الحج هكذا[1]الى يوم القيامة. قال: و قدم على من اليمن على رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله): و هو بمكة فدخل (عليه السلام) على فاطمة (عليها السلام) و هي قد أحلت، فوجد ريحا طيبة و وجد عليها ثيابا مصبوغة، فقال:
ما هذا يا فاطمة؟ فقالت: أمرنا بهذا رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) فخرج علي (عليه السلام) الى رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) مستفتيا فقال يا رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله): اني رأيت فاطمة قد أحلت و عليها ثياب مصبوغة؟ فقال رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله): اني أمرت الناس بذلك فأنت يا على بما أهللت قال: يا رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) إهلالا كإهلال النبي (صلى اللّٰه عليه و آله). فقال له رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله):
قر على إحرامك مثلي و أنت شريكي في هديي. قال: و نزل رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) بمكة بالبطحاء هو و أصحابه و لم ينزل الدور، فلما كان يوم التورية عند زوال الشمس أمر الناس ان يغتسلوا و يهلوا بالحج، و هو قول الله (عز و جل) الذي أنزله على نبيه (صلى اللّٰه عليه و آله): فاتبعوا ملة أبيكم إبراهيم[2]فخرج النبي (صلى اللّٰه عليه و آله) و أصحابه مهلين بالحج حتى اتى منى فصلى الظهر و العصر و المغرب و العشاء الآخر و الفجر، ثم غدا و الناس معه، و كانت قريش تفيض من المزدلفة و هي جمع و يمنعون الناس ان يفيضوا منها، فاقبل رسول الله (صلى اللّٰه عليه و آله) و قريش ترجو ان تكون إفاضته من حيث كانوا يفيضون، فانزل الله (عز و جل) عليه:
[1] لفظ «هكذا» في الوافي باب (حج نبينا (صلى اللّٰه عليه و آله).
[2] سورة آل عمران الآية 95 «فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرٰاهِيمَ حَنِيفاً».
اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف الجزء : 14 صفحة : 317