responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 12  صفحة : 118

غلة البستان إنما هو ما عدا الأجناس الزكوية من الفواكه من ما يؤكل عادة و يفسد بعد نضجه و بلوغه لو لم يؤكل عاجلا، و إليه الإشارة بقوله (عليه السلام) «لا إذا كان يؤكل» أي لا تجب فيه الزكاة إذا كان من ما يعتاد أكله بعد نضجه و البلوغ إلى حده، و مثلها في ذلك

حسنة محمد بن مسلم عن أبي جعفر و أبي عبد اللّٰه (عليهما السلام) [1] «في البستان تكون فيه الثمار ما لو بيع كان بمال هل فيه الصدقة؟ قال لا».

فإن المراد به ما ذكرناه قطعا من تلك الفواكه التي لا تتعلق بها الزكاة، و إن لم يكن ما ذكرناه متعينا بقرينة الرواية الأخرى فلا أقل أن يكون مساويا لما ذكره و به لا يتم الاستدلال. و أما حمل حسنة محمد بن مسلم التي ذكرها على ما ذكره من أن عدم وجوب الزكاة فيها لتعارف أكلها قبل بلوغها الحد المذكور فالظاهر أنه ليس كذلك بل الظاهر من جملة من الأخبار إنما هو لأمره (صلى اللّٰه عليه و آله) بعدم خرصها، فمعنى تركها في الخبر إنما هو عدم خرصها على أرباب النخيل، و ستأتي الأخبار الصريحة الدالة على ما قلناه إن شاء اللّٰه تعالى في بعض المقامات الآتية.

إذا عرفت ذلك فاعلم أنا لم نقف على حجة للقول المشهور يعتد بها و غاية ما استدل به العلامة في المنتهى دعوى تسمية الحب إذا اشتد حنطة و شعيرا و تسمية البسر تمرا و أن أهل اللغة نصوا على أن البسر نوع من التمر و الرطب نوع من التمر.

و لم نقف على ما يدعيه من كلام أهل اللغة إلا على ما ذكره في القاموس في مادة (بسر) حيث قال: و التمر قبل إرطابه و الواحدة بسرة. و لكن كلام أكثر أهل اللغة على خلافه و احتمال التجوز في كلامه قائم كما لا يخفى على من تأمل كتابه قال في الصحاح في ثمر النخل: أوله طلع ثم خلال ثم بلح ثم بسر ثم رطب ثم تمر.

و قال في المغرب: البسر غوره خرما. و قال في كتاب مجمع البحرين: قد تكرر في الحديث ذكر التمر هو بالفتح فالسكون اليابس من ثمر النخل. و قال الفيومي في كتاب


[1] الوسائل الباب 8 من زكاة الغلات.

اسم الکتاب : الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة المؤلف : البحراني، الشيخ يوسف    الجزء : 12  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست