responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الجامع للشرايع المؤلف : الحلي، يحيى بن سعيد    الجزء : 1  صفحة : 627
شريكا له في ما يأتي إليك من سوء.
وحق سائسك بالعلم، التعظيم له والتوقير لمجلسه، وحسن الاستماع إليه والإقبال عليه، وأن لا يرفع عليه صوتك، ولا تجيب أحدا يسأله عن شئ حتى يكون هو الذي يجيب، ولا تحدث في مجلسه أحدا، ولا تغتاب عنده أحدا، وأن تدفع عنه إذا ذكر عندك بسوء، وأن تستر عورته وتظهر مناقبه، ولا تجالس له عدوا ولا تعادي له وليا، فإذا فعلت ذلك شهد لك ملائكة الله بأنك قصدته، وتعلمت علمه لله عز وجل لا للناس.
وأما حق سائسك بالملك: فإن تطيعه ولا تعصيه إلا في ما سخط الله عز وجل فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.
وأما حق رعيتك بالسلطان: فإن تعلم أنهم صاروا رعيتك لضعفهم وقوتك فيجب أن تعدل فيهم، وتكون لهم كالوالد الرحيم، وتغفر لهم جهلهم، ولا تعاجلهم بالعقوبة، وتشكر الله عز وجل على ما أتاك من القوة عليهم.
وأما حق رعيتك بالعلم: فإن تعلم أن الله عز وجل إنما جعلك قيما لهم في ما آتاك من العلم، وفتح لك من خزائنه، فإن أحسنت في تعليم الناس ولم تخرق بهم ولم تضجر عليهم زادك الله من فضله، وإن أنت منعت الناس علمك أو خرقت بهم عند طلبهم العلم منك كان حقا على الله عز وجل أن يسلبك العلم وبهائه، ويسقط من القلوب محلك.
وأما حق الزوجة: فإن تعلم أن الله عز وجل جعلها لك سكنا وأنسا، فتعلم أن ذلك نعمة من الله عز وجل عليك فتكرمها وترفق بها. وإن كان حقك عليها أوجب، فإن لها عليك أن ترحمها، لأنها أسيرك، وتطعمها وتكسوها، وإذا جهلت عفوت عنها.
وأما حق مملوكك: فإن تعلم أنه خلق ربك وابن أبيك ودمك ولحمك ودمك لم تملكه لأنك [١] صنعته دون الله، ولا خلقت شيئا من جوارحه، ولا أخرجت له رزقا،

[١] تعليل للمنفى
اسم الکتاب : الجامع للشرايع المؤلف : الحلي، يحيى بن سعيد    الجزء : 1  صفحة : 627
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست