اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 3 صفحة : 435
النبي (صلى الله عليه وآله)فلم ير الا مسلما موحدا، أو لم يرمشركا.
وقوله " فلا تخشوهم " هذا خطاب للمؤمين نهاهم الله ان يخشوا ويخافوا من الكفار أن يظهروا على دين الاسلام، ويقهر والمسلمين ويرد وهم عن دينهم، ولكن اخشوني وخافوني إن خالفتم امري وارتكبتم معصيتي ان احل بكم عقابي وأنزل عليكم عذابي وهوقول ابن جريج، وغيره.
وقوله: " اليوم اكملت لكم دينكم " في تأويله ثلاثة اقوال:
احدها - قال ابن عباس، والسدي واكثر المفسرين إن معناه أكملت لكم فرائضي وحدودي وأمري ونهيي وحلالي وحرامي بتنزيلي ما انزلت، وتبياني ما بينت لكم، فلا زيادة في ذلك، ولانقصان منه بالنسخ بعد هذا اليوم. وكان ذلك اليوم عام حجة الوداع قالوا: ولم ينزل بعد هذا على النبي (صلى الله عليه وآله)شئ من الفرائض في تحليل شئ، ولاتحريمة وأنه (عليه السلام) مضى بعد ذلك بأحدى وثمانين ليلة. وهواختيار الجبائي والبلخي، فان قيل: أكان دين الله ناقصا في حال حتى أتمه ذلك اليوم؟ قيل: لم يكن دين الله ناقصا في حال، ولاكان إلا كاملا، لكن لما كان معرضا للنسخ، والزيادة فيه. وذلك يجري مجرى وصف العشرة بانها كاملة العدد، ولايلزم أن توصيف بانها ناقصة، لماكان عددالمئة اكثر منها، واكمل.
فكذلك ما قلناه. وقال الحكم وسعيد بن جبير وقتادة معناه أكملت لكم حجكم وأفردتكم بالبلد الحرام تحجون دون المشركين، ولايخالطكم مشرك وهوالذي اختاره الطبري قال لان الله قد انزل بعد ذلك قوله: " يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة " وقال الفراء هي آخر آية نزلت. وهذا الذي ذكره لوصح لكان ترجيحا لكن فيه خلاف. وقال الزجاج: معنى اكملت لكم الدين كفيتكم خوف عدوكم وأظهرتكم عليهم، كما تقول: الآن كمل لنا الملك. وكمل لنا ما نريد أي كفينا ما كنا تخافة. وروي عن أبي جعفر وأبي عبدالله (ع) أن الآية نزلت بعد أن نصب النبي (صلى الله عليه وآله)عليا علما للامة يوم غدير خم منصرفه عن حجة الوداع، فانزل
اسم الکتاب : التبيان في تفسير القرآن المؤلف : الشيخ الطوسي الجزء : 3 صفحة : 435