اسم الکتاب : الوافي المؤلف : الفيض الكاشاني الجزء : 21 صفحة : 109
- مذهبنا
إنّ فعل عليّ عليه السلام حجّة كفعل النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، و قوله كقوله
صلّى اللّه عليه و آله لا فرق بينهما أصلا في ذلك، و يجب علينا أخذ الأحكام من
فعله لا تطبيق فعله على الأحكام، فإنّ غيره تابع له و ليس هو تابعا لغيره، فإن ثبت
إنّه أنكح أمّ كلثوم لعمر دلّ فعله على جوازه و لا أستطيع أن أقول رضى عليه السلام
بأن يسلّم ابنته للزّنا تقيّة و اضطرارا و لا أظنّ أن يلتزم به عاقل مطّلع على
صفاتهم و مكارم أخلاقهم و مذهبي إن بنتي فاطمة سلام اللّه عليهما معصومتان يشملهما
آية التطهير، و الأحسن لمن لا يرى هذا التزويج صحيحا أن ينكر أصل وقوعه لأنّه غير
متواتر من طرقنا و نقله زبير بن بكار و جميع الروايات في العامّة ينتهي إليه على
ما قيل.
و روي في كتاب الإصابة عنه
ولدت أمّ كلثوم لعمر ابنه زيدا و رقيّة، و ماتت أمّ كلثوم و ولدها في يوم واحد
أصيب زيد في حرب كانت بين بني عدي، فخرج ليصلح بينهم فشجّه رجل و هو لا يعرفه في
الظّلمة، فعاش أيّاما و كانت أمّه مريضة فماتا في يوم واحد، و لكنّ الحق إنّ رواية
زبير بن بكار مع قرب عهده و كون كتابه في مرأى العارفين بهذه الواقعة و مشهدهم
ملحق بالتواتر لأنّ تزويج بنت عليّ عليه السلام لخليفة عصره لم يكن ممّا يخفى أو
ينسى بعد مائة سنة، و نقل من يدّعي العلم و الثّقة كزبير بن بكار الذي كان قاضي
مكّة و كان معروفا بعلم الأنساب في عصره و بعده لا بدّ أن يكون صادقا مع أنّ هذه
الواقعة نقلت من رجال آخرين أيضا على ما في الاستيعاب و الإصابة كأبي بشر الدولابي
و ابن سعد و ابن وهب ممّا يمتنع تواطؤهم على الكذب عادة، و ما ورد في أحاديثنا
أيضا مؤيّد له و مع ذلك فإنكارها أصلا أسهل ممّا التزم به المحدّثالمذكور.
و روي عن الشيخ المفيد (ره)
أنّ النّكاح إنّما هو على ظاهر الإسلام الذي هو الشهادتان و الصّلاة إلى الكعبة و
الإقرار بحملة الشريعة، و إن كان الأفضل مناكحة-
اسم الکتاب : الوافي المؤلف : الفيض الكاشاني الجزء : 21 صفحة : 109