responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أساس نظام الحكم في الاِسلام بين الواقع والتشريع رؤية في التراث الفكري المؤلف : صائب عبد الحميد    الجزء : 2  صفحة : 203
قُـدِّم قياساً على تقديمه إلى الصلاة، فباطل بيقين؛ لاَنّه ليس كلّ من استحقّ الاِمامة في الصلاة يستحقّ الاِمامة في الخلافة، إذ يستحقّ الاِمامة في الصلاة أقرأ القوم وإن كان أعجمياً أو عربياً، ولا يستحقّ الخلافة إلاّ قرشيّ، فكيف والقياس كلّه باطل؟!»[3].

* والشيخ أبو زهرة ينتقد هذا النوع من القياس ووجه الاستدلال به، فيقول: اتّخذ بعض الناس من هذا ـ النصّ ـ إشارة إلى إمامة أبي بكر العامّة للمسلمين، وقال قائلهم: «لقد رضيه عليه السلام لديننا، أفلا نرضاه لدنيانا» ولكنّه لزوم ما ليس بلازم، لاَنّ سياسة الدنيا غير شؤون العبادة، فلا تكون الاِشارة واضحة.. وفوق ذلك فإنّه لم يحدث في اجتماع السقيفة، الذي تنافس فيه المهاجرون والاَنصار في شأن القبيل الذي يكون منه الخليفة، أنِ احتجّ أحد المجتمعين بهذه الحجّة، ويظهر أنّهم لم يعقدوا تلازماً بين إمامة الصلاة وإمرة المسـلمين[4].

والذي يُسـتشفّ من كلامه اسـتبعاد صحّة نسبة هذا الكلام إلى الاِمام عليٍ عليه السلام؛ فهذه النسبة لا تحتمل الصحّة، لِما ثبت في الصحاح من أنّ عليّـاً عليه السلام لم يبايع إلاّ بعد ستّة أشهر[5]، كما أنّ الصحيح المشهور عن عليٍ عليه السلام خلاف ذلك، فجوابه كان حين بلغه احتجاج المهاجرين بأنّ قريشاً هم قوم النبيّ وأَوْلى الناس به، قال: «احتجّوا بالشجرة وأضاعوا الثمرة»![6].


[3]الفِصَل 4|109.

[4]المذاهب الاِسلامية: 37.

[5]صحيح البخاري ـ باب غزوة خيبر| ح 3998، صحيح مسلم ـ كتاب الجهاد والسِيَر 3|1380 ح 52، السنن الكبرى ـ للبيهقي ـ 6|300.

ورواه أصحاب التاريخ أيضاً: الطبري 3|202، ابن الاَثير| الكامل في التاريخ 2|331، ابن أبي الحديد| شرح نهج البلاغة 6|46.

[6]نهج البلاغة: 97 الخطبة 67، وانظر: الاِمامة والسياسة ـ لابن قتيبة ـ: 11.

اسم الکتاب : أساس نظام الحكم في الاِسلام بين الواقع والتشريع رؤية في التراث الفكري المؤلف : صائب عبد الحميد    الجزء : 2  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست