«السؤال» أنصع ظاهرة للروح الإنسانية المتعطشة
الباحثة عن الحقيقة والنافذة على التكامل.
و «السؤال»
أحد ملامح الجهود والمساعي المضنية والمتواصلة للإنسان بغية الوقوف على أسرار
العالم وتفاصيل المجاهيل؛ ومن هنا فإنّ أولئك الذين لا يعيشون هاجس السؤال عن بعض
المطالب هم أفراد قليلو المعلومات وممن يعتريهم العي في المسائل العلمية.
وعلى هذا
الضوء فإنّ الإسلام بفضله ديناً نهضوياً وحضارياً منح اتباعه حق السؤال في مختلف
القضايا، كما حث أئمّة الدين الآخرين على طرح الأسئلة والاستفسارات التي تطارد
مختلف الميادين العلمية؛ غاية الأمر أنّ أجوبة الأفراد عادة ما تتناسب مع
مستوياتهم الفكرية واستعداداتهم العلمية، ولذلك فإنّ أعمق الاجوبة التي ورثناها
عنهم اليوم، تتمثل في تلك التي ساقوها في أطار ردهم على أسئلة العلماء والحكماء من
أصحابهم.
إنّ سيل
الأسئلة والاستفسارات الدينية أخذ ينهال ويتزايد شيئاً فشيئاً على مجلة «المدرسة
الإسلامية» الدينية والعلمية منذ انطلاقتها؛ ولما كان من المتعذر على المجلة
استعراض كل تلك الأسئلة مع أجوبتها (سيما أنّ بعض الأسئلة تفتقر إلى البعد العام
والشمولي أو أنّها ليست بتلك الأهميّة المطلوبة) فإنّ جانباً كبيراً منها احيل على
قسم