و احتجّ الأصحاب بقوله تعالى: «وَ أَنَّ
الْمَساجِدَ لِلَّهِ»[1] بناء على ما
فسّره أكثر المفسّرين، حيث قالوا: المراد بالمساجد هنا الأعضاء السبعة، و هو منقول
في
مجمع البيان[2] عن سعيد بن
جبير و الفرّاء و الزجّاج، و فيه: و روي أنّ المعتصم سأل أبا جعفر محمّد بن عليّ
بن موسى الرضا عليهم السلام عن قوله تعالى: «وَ أَنَّ الْمَساجِدَ لِلَّهِ»، فقال: «هي
الأعضاء السبعة الّتي يسجد عليها».[3] و يدلّ
أيضاً عليه صحيحة زرارة، قال: قال أبو جعفر الباقر عليه السلام: «قال رسول اللَّه
صلى الله عليه و آله:
السجود على سبعة أعظم:
الجبهة و اليدين و الركبتين و الإبهامين، و ترغم بأنفك إرغاماً، أمّا الفرض فهذه
السبعة، و أمّا الإرغام بالأنف فسنّة من النبيّ صلى الله عليه و آله».
و ما روى في الذكرى[4] و المنتهى[5] عن ابن عبّاس،
قال: قال رسول اللَّه صلى الله عليه و آله: «امرت بالسجود على سبعة أعظم: اليدين و
الركبتين و أطراف القدمين و الجبهة».[6] و في المنتهى عنه صلى الله
عليه و آله: «امرت أن أسجد على سبعة آراب».[7]
و عن أبي داود عن ابن عمر: إنّ اليدين يسجدان كما يسجد الوجه، فإذا وضع أحدكم وجهه
فليضع يده، و إذا رفعه فليرفعهما.[8]
[6]. المغني و الشرح الكبير لابنَي قدامة، ج 1، ص
555؛ المعجم الأوسط للطبراني، ج 2، ص 192؛ المعجم الكبير، ج 11، ص 358.
[7]. منتهى المطلب، ج 4، ص 351، و المذكور فيه«
سبعة أعظم». و الحديث بلفظ« سبعة آراب» في فتح العزيز، ج 3، ص 454؛ و سنن أبي
داود، ج 1، ص 204، ح 891.
[8]. مسند أحمد، ج 2، ص 6؛ سنن أبي داود، ج 1، ص
204، ح 893؛ السنن الكبرى للنسائي، ج 1، ص 229، ح 679، و المجتبى له أيضاً، ج 2، ص
207؛ المستدرك للحاكم، ج 1، ص 226؛ السنن الكبرى للبيهقي، ج 2، ص 101.