نُقلت عنهم عليهم السلام . ولكن في هذا المجال فإنّ دور الإمام السجّاد عليه السلام يبرز جليا ؛ وذلك لأنّه كان كثير الدعاء ، ولأنّه نُقل عنه الكثير من الأدعية ؛ بحيث يحتاج كلّ واحد من هذه الأدعية إلى بيانٍ خاصّ وشرحٍ وبسط كبيرين . كما أخذ تلامذته البارزين دورا مهمّا في نقل هذه الآثار وحفظها من النسيان ، ومن جملة تلامذته عليه السلام يبرز اسم أبي حمزة الثمالي واضحا ، بما كان يتمتّع به من دقّة واشتياق ، ولما له من دور في بقاء وخلود هذه الأدعية الشريفة . ويمكن القول : إنّ من أكبر الأدعية المرويّة عن الإمام السجّاد عليه السلام وبنقل أبي حمزة الثمالي ، هو ذلك الدعاء المعروف باسم راويه ؛ أي دعاء أبي حمزة الثمالي . وقد ورد الدعاء في جملة أدعية أسحار شهر رمضان المبارك ، حيث يحتوي على مفاهيم كثيرة ومهمّة في التوبة والإنابة وشحذ الهمم لإصلاح النفس ، ولذا حضى هذا الدعاء بأهميّة ومكانة عاليتين . وبسبب عشق وعلاقة العالم الأخلاقي المعاصر سماحة آية اللّه الحاج الشيخ علي الأحمدي الميانجي رحمه الله بهذا الدعاء الشريف ، فقد بدأ بخطوة كبيرة في مجال شرحه وتوضيحه ، ولكنّه ـ للأسف ـ لم يتمّ هذا العمل . نعم ، إنّ الفقرات المتبقية من شرح هذا الدعاء كانت بحجم معتنى به بحيث شكّلت الكتاب الذي بين أيدينا ، ولا يخفى أنّه أحد مؤلّفاته رحمه الله العديدةً . إنّ مركز أبحاث علوم ومعارف الحديث ، وبالالتفات إلى هذا البعد المهمّ من الأحاديث الذي بيّن على شكل دعاء ، ولإجل تكريم جهود هذا العالم الجليل المتخلّق بالأخلاق الإنسانية والذاكر للآخرة ، أقدم على تحقيق ونشر هذا الأثر . ولذا نجد لزاما على أنفسنا أن نقف إكراما لهذا العالم ، سائلين اللّه تعالى له علوّ الدرجات . كما ونتقدّم بالشكر لجهود نجله سماحة حجّة الإسلام والمسلمين الحاج الشيخ مهدي الأحمدي الميانجي ، الذي زوّدنا بالنسخة المخطوطة للمؤلّف ، ونتقدّم أيضا بالشكر الجزيل للمحقّق جناب الشيخ مهدي هوشمند ، الذي أخذ على عاتقه التحقيق العلمي لهذا الكتاب . مركز أبحاث علوم ومعارف الحديث