اسم الکتاب : التفسير الأصفى المؤلف : الفيض الكاشاني الجزء : 1 صفحة : 261
أقول: وانما أكملت الفرائض بالولاية، لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنهى 1 جميع ما استودعه الله من العلم إلى أمير المؤمنين ثم إلى ذريته الأوصياء عليهم السلام واحدا بعد واحد، فلما أقامهم مقامه وتمكن الناس من الرجوع إليهم في حلالهم وحرامهم، واستمر ذلك بقيام واحد مقام آخر إلى يوم القيامة، كمل الدين وتمت النعمة. وقد ورد هذا المعنى بعينه عنهم عليهم السلام 2، والحمد لله على ذلك، وصلى الله على محمد وأهل بيته الأوصياء وسلم. (فمن اضطر). متصل بالمحرمات، وما بينهما اعتراض، والمعنى: فمن اضطر إلى تناول شئ من هذه المحرمات. (في مخمصة): مجاعة (غير متجانف) قال: (غير متعمد) [3] (لاثم). أقول: وذلك بأن يأكلها تلذذا أو مجاوزا حد الرخصة. وهذا كقوله سبحانه: (غير باغ ولا عاد) وقد سبق تفسيرهما في سورة البقرة [4] (فان الله غفور رحيم) لا يؤاخذه بأكله. (يسئلونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات): ما لم تستخبثه الطباع السليمة ولم تتنفر عنه (وما علمتم من الجوارح) أي: صيدهن (مكلبين): مؤدبين لها. والمكلب: مؤدب الجوارح ومغريها بالصيد. قال: (هي الكلاب) [5] قال: (فما خلا الكلاب فليس صيده بالذي يؤكل الا أن يدرك ذكاته) [6] (تعلمونهن مما علمكم الله): مما ألهمكم من طرق التأديب (فكلوا مما أمسكن عليكم واذكروا اسم الله عليه).
[1] الانهاء: الابلاغ والاعلام. يقال: أنهيت الأمر إلى الحاكم: أعلمته به. مجمع البحرين 1: 426 (نها). [2] راجع: الكافي 1: 29، الحديث: 4، و 289، الحديث: 6، و 222، الحديث: 6، و 223، باب أن الأئمة ورثوا علم النبي وجميع الأنبياء والأوصياء الذين من قبلهم. [3] القمي 1: 162، عن أبي جعفر عليه السلام. [4] في ذيل الآية: 173. [5] الكافي 6: 2 2، الحديث: 1، عن أبي عبد الله عليه السلام. [6] المصدر: 5 2 الحديث: 14، ومن لا يحضره الفقيه 3: 1 2، الحديث: 911، عن أبي عبد الله عليه السلام.
اسم الکتاب : التفسير الأصفى المؤلف : الفيض الكاشاني الجزء : 1 صفحة : 261