الحمد
للَّه ربّ العالمين، و الصلاة و السّلام على أشرف الأنبياء و المرسلين محمّد و على
آله الطيّبين الطاهرين، و اللعن المؤبّد على أعدائهم أجمعين.
لم
يعد خافياً على أحد ما لعلم الفقه من أهمّية عظمى و دخالة مباشرة في الحياة
العملية للفرد المسلم، و في برمجة مواقفه الفردية و الاجتماعية، ف «ما من واقعة
إلّا و لله سبحانه فيها حكم»
«و لم يدع شيئاً تحتاج إليه الامّة إلّا أنزله
في كتابه و بيّنه لرسوله»
.
فلا غرو إن توسّع هذا العلم، و كثرت مطالبه، و تطوّرت أبحاثه بنحو تنسجم و معطيات
الواقع المعاصر؛ ذلك أنّ الاجتهاد لم يؤصد بابه عند معاشر الإمامية- كثّرهم
اللَّه- و لم يبقَ حِكراً على طائفة من الفقهاء المتقدّمين، فكم ترك الأوائل
للأواخر! و لهذا بلغ الفقه الإمامي الذروة من حيث الدقّة و التحقيق و السعة و
الشمولية.
و
يبدو هذا واضحاً جلياً بمقايسة علم الفقه بسائر العلوم الإسلامية التي