اسم الکتاب : المسائل العكبرية المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 70
ذلك فأما القول بأنه يعلم كل ما يكون فلسنا نطلقه و لا نصوب قائله لدعواه فيه من غير حجة و لا بيان.
(فصل) و القول بأن أمير المؤمنين ع كان يعلم قاتله و الوقت الذي يقتل فيه فقد جاء الخبر متظاهرا أنه كان يعلم في الجملة أنه مقتول و جاء أيضا بأنه كان يعلم قاتله على التفصيل [1] فأما علمه في وقت [2] قتله فلم يأت فيه أثر على التفصيل و لو جاء فيه أثر [3] لم يلزم ما ظنه المستضعفون إذ كان لا يمتنع أن يتعبده الله بالصبر على الشهادة و الاستسلام للقتل ليبلغه الله بذلك من علو الدرجة ما لا يبلغه إلا به و لعلمه تعالى بأنه يطيعه في ذلك طاعة لو كلفها سواه لم يؤدها و يكون في المعلوم من اللطف بهذا التكليف لخلق من الناس ما لا يقوم مقامه غيره فلا يكون بذلك أمير المؤمنين ع ملقيا بيده إلى التهلكة و لا معينا على نفسه معونة مستقبحة في العقول.
[1]- روى الشيخ المفيد في كتابه (الإرشاد ص 6) تحت عنوان «الأخبار الّتى جاءت بذكره 7 الحادث قبل كونه، و علمه به قبل حدوثه»: عن الأصبغ بن نباته، قال: أتى ابن ملجم أمير المؤمنين فبايعه 7 فيمن بايع، ثمّ أدبر عنه فدعاه أمير المؤمنين 7 فتوثّق منه و توكّد عليه ألّا يغدر و لا ينكث، ففعل ثمّ أدبر عنه، فدعاه أمير المؤمنين 7 الثانية فتوثّق منه و توكّد عليه ألّا يغدر و لا ينكث، ففعل ثمّ أدبر عنه، فدعاه أمير المؤمنين الثالثة فتوثّق منه و توكّد عليه ألّا يغدر و لا ينكث، فقال ابن ملجم لعنه اللّه: و اللّه يا أمير المؤمنين ما رأيتك فعلت هذا باحد غيرى. فقال أمير المؤمنين 7:
أريد حباءه و يريد قتلى* * * عذيرك من خليلك من مراد
[3]- روى الشيخ المفيد في كتابه (الإرشاد ص 8) في حديث آخر: أن أمير المؤمنين 7 قد سهر تلك الليلة فأكثر الخروج و النظر الى السماء و هو يقول: و اللّه ما كذبت و لا كذبت و انّها الليلة الّتى وعدت بها، ثمّ يعاود مضجعه، فلمّا طلع الفجر شدّ إزاره و خرج و هو يقول:
اشدد حياذيمك للموت* * * فإن الموت لاقيكا
و لا تجزع من الموت* * * اذا حلّ بواديكا
فلمّا خرج الى صحن داره استقبلته الإوزّ فصحن في وجهه، فجعلوا يطردونهنّ، فقال: دعوهنّ فانّهنّ نوائح، ثمّ خرج فأصيب 7. راجع أيضا بحار الأنوار ج 42 (باب اخباره (صلوات اللّه عليه) بشهادة نفسه) ص 191- 199
اسم الکتاب : المسائل العكبرية المؤلف : الشيخ المفيد الجزء : 1 صفحة : 70