لا ريب أنّ الاُصول الأربعمئة من أقدم المصادر الحديثيّة للشيعة الاثني عشريّة و أهمّها ، وهي الّتي اُلّفت في أزمنة الأئمّة المعصومين عليهم السلام ، و أكثرها قد صنّفت في عصر الإمامين الصادقين الباقرين عليهماالسلام ، لكن من الأسف أنّ أكثر هذه الاُصول ـ الّتي بلغت عددها إلى أربعمئة عند المشهور [1] ـ قد ضاعت على مرّ العصور تدريجاً و لم يبق منها إلّا مجموعة تسمّى بالاُصول الستّة عشر و نماذج قليلة اُخرى نحوها . و أمّا الأصل يقال لنسخة أو كتاب يحتوي على عدّة روايات من راوٍ خاصّ ؛ و الاُصول الستّة عشر مجموعة مشهورة تحتوي على ستّة عشر أصلاً قديميّا مرويّا عن أقدم الرواة و المحدّثين من أصحاب الأئمّة عليهم السلام ، وهي مجموعة نقل العلّامة المجلسي رحمه اللهعنها كثيراً في كتابه الشريف بحار الأنوار معتمداً على نسخ قديمة عنده ، فانظر أنت إلى قوله رحمه الله في توثيق كتاب زيد النرسي و كتاب الزرّاد حيث قال : إنّا أخذناهما من نسخة قديميّة مصحّحة بخطّ الشيخ منصور بن الحسن الآبي ، و هو نقلها من خطّ الشيخ الجليل محمّد بن الحسن
[1] اُنظر : معالم العلماء ، ص3 ؛ أعيان الشيعة ، ج1 ، ص140 ؛ وصول الأخيار إلى اُصول الأخبار ، ص60 ؛ الرعاية في علم الدراية ، ص73 .[2] بحار الأنوار ، ج1 ، ص43 .