ثم يركع ويقول بعد رفع رأسه ( (هذا مَقَامُ مَنْ حَسَناتُهُ نِعْمَةٌ
مِنْكَ عَليهِ وَسَيّئاتُهُ بِعَمَلِهِ وَذَنْبُهُ عَظيمٌ وشُكرُهُ قَليلٌ
وَلَيْسَ لِذلِكَ إلّا دَفعُكَ ورَحمَتُكَ إلهي طُمُوحُ الآمالِ قَدْ خابَت إلّا
لَدَيكَ ومَعاكِفُ الهِمَمَ قَدْ تَعَطَّلَت تَقَطَّعَت إلّا عَليكَ ومَذاهِبُ
العُقولِ قَدْ سَمَتْ إلّا إليكَ فأنْتَ الرَّجاءُ وإلَيكَ المُلْتَجى يَا أكْرَمَ
مَقْصُودٍ ويِا أجوَدَ مَسئُولٍ هَرَبْتُ إليكَ بِنَفْسي يَا مَلْجَأ الهَاربينَ
بِأثْقالِ الذِّنوبِ أحْمِلُها على ظَهري ولا أجِدُ إلَيكَ شافِعاً سِوى
مَعْرِفَتي بِأنَّكَ أقْرَبُ مَنْ لَجَأ إلَيهِ المُضْطَرّونَ وأمَّلَ ما لَدَيهِ
الرّاغِبونَ يَا مَنْ فَتَقَ العُقولَ بِمَعْرِفَتِهِ وأنْطَقَ الألسُنَ
بِحَمْدِهِ وَجَعَلَ مَا امتَّنَ بِهِ على عِبادِهِ خَلْقِهِ كِفاءً لِتَأديةِ
حَقْهِ صَلِّ اللّهُمَّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ولا تَجْعَلَ لِلهُمومِ إلى عَقلي
سَبيلًا ولِلباطِلِ على عَمَلي دَلَيلًا وافْتَح لي خَيْرَ الدُّنيا والآخِرَةِ يا
وَليَّ الخَيْرِ اللّهُمَّ أنَّك قُلتَ في مُحكَمِ كِتابِكَ المُنْزَلِ على
نَبيّكِ المُرسَلِ كانوا قليلًا مِنَ اللّيلِ ما يَهجَعُونَ وبِالأسْحارِ هُم
يَستَغفِرونَ طالَ هُجوعي وقَلَّ قيامي وهذا السَّحَرُ وأنَا أستَغْفِرُكَ
لِذُنوبي استِغفارَ مَنْ لا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفْعَاً ولا ضَرّاً ولا حَياةً
ولا مَوتاً ولا نِشُوراً)).
دعاء عظيم الشان
ويستحب أن يزاد هذا الدعاء في الوتر أقول وهو من المطولة الجليلة
المبجلة المشتملة على المضامين العالية في أوله وآخره وفي أواسطه ندبة ودعاء لحضرة
صاحب الأمر روحي وأرواح العالمين له الفداء وهي من أحسن ما دعي به له ويستفاد به
جملة من المطالب في أمره وأمر أصحابه صلوات الله عليه وعلى آبائه والدعاء من قنوت
الحسن العسكري صلوات الله عليه وعلى خلفه المروي بسند معتبر ورواه المتهجد هنا
بزيادة على ما في المهج وقد أمر الأمام عليه السلام أهل (قُمْ) بالقنوت به لمّا
شكوا من موسى بن بغى وهو