و الفزع منه، و ارض بما يفعله الحكيم الرؤوف تعالى شأنه، و اترك الشكوى و الاخبار بسوء ما يصيبك. و قد نقل ان سيد الساجدين عليه السّلام قال:
فاذا بليت بعثرة فاصبر لها # صبر الكريم فان ذلك أحزم
لا تشكونّ الى الخلائق انما # تشكو الرحيم الى الذي لا يرحم
و طيب بنيّ نفسك بالضراء كطيبها بالسراء، و بالفاقة كطيبها بالغنى، و بالبلاء كطيبها بالعافية، و هكذا. و قد قالوا عليهم السّلام ما معناه: ان الصبر صبران: صبر على ما تكره من بلاء و شدة، و صبر على طاعة اللّه سبحانه، و هو أفضل من الاول، و أفضل منه الصبر على ترك ما حرم اللّه تعالى [1] .
و روي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله انه قال: ان من صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها، كتب اللّه له ثلاثمائة درجة ما بين الدرجة الى الدرجة كما بين السماء
[1] اصول الكافي 2/90 حديث 11 عن الاصبغ قال: قال امير المؤمنين عليه السّلام: الصبر صبران: صبر عند المصيبة حسن جميل، و احسن من ذلك الصبر عند ما حرم اللّه عز و جل عليك. و الذكر ذكران: ذكر اللّه عز و جل عند المصيبة، و افضل من ذلك ذكر اللّه عند ما حرم عليك فيكون حاجزا لك.