اللّه للمتقين و المجرمين من الجنة و أنواع نعيمها، و النار و أقسام عذابها.
و خامسة: في انه لا ينفع من مالك الا ما قدمت صرفه في سبيل اللّه تعالى، و انك لا تصحب شيئا منه الا مقدار كفنك، و ان ولدك و عيالك و أطفالك و أحبائك و أقاربك لا ينفعوك الا باضجاعك في حفرتك، و تسليمك الى عملك، و ان ما ينفعك انما هو ما عملته لوجه اللّه سبحانه، فانه يصاحبك و لا يفارقك. فانك اذا تفكرت من الجهات المذكورة، اكثرت من الاعمال الحسنة، و أخلصت فيها النية، و نجوت من الهلكة، و قدمت لغدك قبل ان يخرج الامر من يدك، و قد ورد أن أفضل الزهد في الدنيا ذكر الموت، و أفضل العبادة ذكر الموت، و أفضل التفكر فكر الموت [1] .
و من غفل عن ذكر الموت صرف عمره فيما لا يعنيه، و من لازم ذكر الموت صرف عمره فيما ينفعه، و انه لأحسن واعظ، و أسرع زاجر، و كفى بذكر الموت حسنا، انه يهون الضيق و العسر على من ابتلي به، و يقيم الغني على
[1] مستدرك الوسائل المجلد الاول حديث 17 من جامع الاخبار عن النبي صلّى اللّه عليه و آله قال: افضل الزهد في الدنيا ذكر الموت، و افضل العبادة ذكر الموت، و افضل التفكر ذكر الموت، فمن اثقله ذكر الموت وجد قبره روضة من رياض الجنة.