و قد شاهدنا بعض المذنبين لم يقنع الشيطان منه بارتكاب المعصية، بل وسوس اليه حتى قنطه من رحمة اللّه سبحانه، و حصل له اليأس من ان يتوب اللّه تعالى عليه، فترك التوبة لذلك فجمع بين اصل المعصية و بين معصية اخرى كبيرة. و هو القنوط، و بين ترك التوبة الواجبة الماحية للذنب.
التوبة من الذنوب
فعليك-بنيّ-اذا وسوس لك الشيطان و اوقعك في مخالفة الرحمن ان تبادر الى التوبة، و تسارع الى الانابة التي هي سبب المغفرة فان التوبة عن جد تمحي السيئة [1] . بل عليك بنيّ دائما المواظبة على التوبة،
[1] أصول الكافي 2/432 حديث 5 ابن ابي عمير عن بعض أصحابنا رفعه قال: ان اللّه عز و جل اعطى التائبين ثلاث خصال، لو اعطى خصلة منها جميع اهل السماوات و الارض لنجوا بها قوله عز و جل «إِنَّ اَللََّهَ يُحِبُّ اَلتَّوََّابِينَ وَ يُحِبُّ اَلْمُتَطَهِّرِينَ» فمن احبه اللّه لم يعذبه. و قوله «اَلَّذِينَ يَحْمِلُونَ اَلْعَرْشَ وَ مَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَ يَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنََا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَ عِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تََابُوا وَ اِتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَ قِهِمْ عَذََابَ اَلْجَحِيمِ*`رَبَّنََا وَ أَدْخِلْهُمْ جَنََّاتِ عَدْنٍ اَلَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَ مَنْ صَلَحَ مِنْ آبََائِهِمْ وَ أَزْوََاجِهِمْ وَ ذُرِّيََّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ `وَ قِهِمُ اَلسَّيِّئََاتِ وَ مَنْ تَقِ اَلسَّيِّئََاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ وَ ذََلِكَ هُوَ اَلْفَوْزُ -