responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بدائع الأصول المؤلف : الموسوي البهبهاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 49

المقولات التسع معاني حرفية لعدم وجود مستقل لها. فلذا قاموا بالتفصى عن ذلك و قالوا ان المراد بقولنا في غيره هو اللحاظ في غيره بأن يكون مرآة للغير. و لا يخفى انّ هذه المحاذير و التكلفات ليست إلّا من جهة العدول عن التعريف الوارد في الحديث.

نعم. ان شارح الرضي ممن أدرك هذه الحقيقة العالية لالتفاته الى ما أفاضه أمير المؤمنين (عليه السلام) في بيان الحرف و العجب من السيد الشريف الجرجاني حيث قام بردّ ما ذكره الشارح المذكور. و لا بد لنا من بسط كلام في المقام حتى يتّضح بذلك كنه المقصد و المرام فنقول و على اللّه التوكل و به الاعتصام.

[ان القضية على ثلاثة أقسام النفس الأمرية و المعقولة و اللفظية]

انّ القضية على ثلاثة أقسام. النفس الأمرية. و المعقولة. و اللفظية. و كل منها مشتملة على ثلاثة أجزاء مسند و مسند اليه و اسناد. أما القضية النفس الأمرية فكل من أجزائها الثلاثة من قبل نفس الأمر أي زيد في الخارج و قيام في الخارج و ارتباط الثاني بالأول. فهذا ثابت في الواقع سواء تعقله أحد أو لم يتعقله. و أما القضية المعقولة فالمراد بها تصور هذه الأجزاء الثلاثة في الذهن سواء كانت واقعة أو لم تكن حصل التلفظ بها أو لم يحصل. و أما القضية اللفظية فهي التلفظ بزيد قائم و لا بد ان يكون اسنادها أيضا لفظيا كطرفيها الآخرين فاللازم ان يكون الاسناد و الربط و التأليف و التركيب واقعا في اللفظ و هذا الاسناد إما يكون بالتركيب الحملي مثل زيد قائم. أو بتوسط حروف مثل زيد في الدار أو عمرو كالأسد و نحو ذلك مثل علىّ على السطح و المال لزيد. اذا عرفت هذه المقدمة:

فاعلم. ان المراد بقولنا (الحروف أدوات للايجاد) هو ايجادها الربط في القضية اللفظية فلا تتم هذه القضية إلّا بالحروف التي توجد الربط فيها فهي توجدها فيها بحسب اختلاف الموارد فما به الامتياز بين المعنى الاسمي و المعنى الحرفي هو انّ الأول حاك و منبئ و الثاني آلة للايجاد.

ثم ان الاستقلال الذي صرح به في المعنى الاسمي معناه انّه لا يكون آلة لوجود

اسم الکتاب : بدائع الأصول المؤلف : الموسوي البهبهاني، السيد علي    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست