العلّة قسمان. اضطرارية كالنار بالنسبة إلى الحرارة و الاحراق و السنخية بين العلة و معلولها و بين الأثر و المؤثر بهذا المعنى لازم بالضرورة.
و اختيارية (بمعنى فاعل الفعل) ففي هذا المقام (بالنسبة إلى الباري سبحانه) فمضافا إلى عدم وجود الدليل على السنخية انّ الدليل قائم على عدمها و ذلك لعدم معقولية المسانخة بين الواجب و الممكن و لذا نحن ننفى عن الواجب الجوهر و العرض و التركيب و ساير الخصوصيات الامكانية و مع ذلك نرى انّ الممكن حادث من الواجب و انّ جميع الممكنات مخلوقة للخالق تعالى. و كل من يتوهم السنخية بين الواجب و الممكن يلزمه إمّا القول بامكان تبدل الواجب بالممكن أو تبدّل الممكن بالواجب و التالي باطل بالضرورة فالمقدم مثله.
(*) بحث موجز جدا ألقاه علىّ الأستاذ المحقق (قدّس سرّه) في بعض محاضراته الخاصة بي في الأهواز عند المذاكرة لبعض المباحث العقلية.